============================================================
تفير سورة البقرة /944 وسر آخر: أن الآينين قد اشتملتا على خصال المؤمنين وهي سبع، والشبهات التي هي أصول الضلال سبع، وأصحاب تلك الشبهات سبع فرق؛ فكان كل خصلة من تلك الخصال ردا على كل فرقة من فرق الضلال، وقد عدوا تلك الشبهات والفرق بأن قالوا: من الناس من لايقول بمحسوس ولامعقول وهم السوفسطائية، ومنهم من يقول بالمحسوس ولايقول بالمعقول وهم الطبيعبة، ومنهم من يقول بالمحسوس والمعقول ولايقول بحدود في الحركات وهم الفلاسفة، ومنهم من يقول بمحسوس ومعقول وحدود عقلية ولايقول احكام شرعية وهم الصابتة، ومنهم من يقول بمحسوس ومعقول وحدود واحكام شرعية ولايقول -160- بالشريعة الآخيرة وهم أهل الكتاب، ومنهم من يقول بذلك كله ولايقولا بالسنة المرضية والجماعة المهدية وهم قرق المسلمين، ومنهم من يقول بالكل واتبع الستة والجماعة كماكان النبي -صلى الله عليه وآله -واصحابه عليه، وهم المتقون الذين يؤمنون بالغيب، فأولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون: وإليك ربط الخصال بالرد على انواع الضلال.
وسر آخر: أن المتكلمين ذكروا في توجيه إنزال القرآن وتنزيل الكتاب مذاهبهم ، والسلف الصالحون قد اتفقواكلهم على أن القرآن كلام الله وأن ما نقرأه في المصحف كتاب اله؛ والكتاب قد أخبر بأن الله تعالى أنزل على عبده الكتاب، وقص عليه القصص؛ وأحكم ل الآيات وفصلها، وبين الحدود والأحكام فيه وأوضحها، واتفقوا كلهم على أن كتاب الله هو ما بين الدفتين، وأنكلام الله بين أظهرنا نسمعه ونقرأه ونتعلمه ونعلمه، وليس يصح ذلك كله على مذهب المتكلمين أجمعين؛ فإن الأشعري إذا قال: كلام الله صفة من صفاته قائمة بذاته، وهي واحدة لاقصص وأخبار ولاحدود وأحكام ولا أيات وكلمات، وما نقراه ونسمعه دلالات عليه وحكايات عنه، فالدليل غير المدلول والحكاية غير المحكي، وإن المعتزلي إذا قال: كلام الله فعل من أفعاله، مخلوق في محل من شجرة أو لوح، وهو عرض من الأعراض، التي لابقاء لها، وكما أوجده أفناه، وكما أحدثه أعدمه، فما نقرآه ونسمعه حكايات عن ذلك الفانى، وهى افعالنا القائمة بمخارج الحروف نخطئ فبها ونصيب، ونعاقب على الخطأ فيها ونتاب على الصواب، كشعر امرى الفيس الذي يرويه الراوي، ليتهنل
مخ ۲۱۳