============================================================
100مفاتيح الآسرار ومصابيح الأبرار وكيف نخصه بالاستعانة به وطلب التوفيق منه؛ فإن الأسامى السابقة تستدعى التناء عليه والشكر له والعبادة إياه والاستعانة به؛ وهي أسامي1 الجلال والاكرام والرحمة والإنعام والملك والعلك في الدارين والقدرة والقهر في المنزلتين.
والكلمتان متطابقتان متوازيتان لفظا ومعنى وهما المثنى الخامس في المثاني السبعة : وأشعرت الكلمة الأولى بقبول التكليف والاعتراف بالاستطاعة والاكتساب، وفيها نفي الجبر) المحض؛ وأشعرت الكلمة النانية بتحقيق التقدير وطلب المعونة والتيسير، وفيها نفي القدر المحض: وفي العبادة والاستقلال بها حكم المبتدا والمستأنف، وفى الاستعانة والاجتياج إليها -39 ب * حكم المفروغ والسابقة، وقد تقدم الاستعانة على العبادة وذلك في القنوت والدعاء: "اللهم إنا نستعينك أولا، اللهم إياك نعبد آخرا" وقد تقدم العبادة على الاستعانة، وذلك في العبادة والصلاة: (إياك تعبد وإياك نشتعين) لأن الدعاء عرض الحاجة وطلب الاجابة، والعبادة عرض العبودية وبذل المجهود في الطاعة. ثم كما أشار بإياك الأولل الى أن العبادة له تعالى وخاصة به، فلا معبود سواه، كذلك أشار بإياك الثاني إلى أن طلب التوفيق والمعونة منه، فلا مستعان سواه. فمن ابتداء السورة إلى (إياك تعبد) كلها تعريفات: ومنه إلى أخر السورة كلها تكليفات. وفي الخبر المعروف: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدى صفين" وفيه: "إذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين، يقول الرب تعالى: هذا بيني وبين عبدي" الخبر بتمامه 51 وقال بعض أهل الإشارة: إن الكاف والنون تواصلتا3 في الكلمتين؛ والكاف تقتضي المشاهدة؛ إذ هي خطاب للحاضر؛ والنون تقتضى المجاهدة؛ إذ هى حكاية عن المستطيع القادر، وكما استنارت الكائنات باتصال الكاف والنون عند الابداع والتكوين، كذلك استنارت القلوب باتصال الكاف والنون عند الطاعة والتسليم.
وقال بعضهم إن اسم الله يعطي معنى استحقاق العبادة، قال الله تعالى: "اعبدوا الله)، وإن اسم الرحمن يعطي معنى استحقاق الاستعانة، قال الله تعالى: (وربنا الرخمن الستعان) وإن اسم الرحيم يعطي معنى استحقاق الهداية، قال الله تعالى: (هدى ورحمة 3. س: تواصلنا.
2. س: الخير.
1. س: اشيامي.
ليتهنل
مخ ۱۶۶