1
إن الكونت ليون نيقولا يفتش تولستوي روسي المولد، واعتمد وتهذب في الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة، لقد جاهر بأفكاره الدينية منذ عدة سنين، وسلخ نفسه عن أمه الكنيسة التي هذبته وثقفته، ثم عن الدين المسيحي بوجه الإجمال. ولقد ورد في كتاب للفيلسوف عنوانه «بأي شيء إيماني» طبعه في باريس عام 1885 ما يأتي: لقد ظهر في الأجيال الأولى من التاريخ المسيحي تغيير عظيم، واختلاف كبير في الديانة المسيحية بدخول بعض العقائد الجديدة عليها، وقد أخطأ في ذلك قبل الآخرين بولص الرسول الذي جدد الإيمان، وأدخل عليه أمورا غير صحيحة قال إنها صادقة، ولذلك فقد ظهرت عقائد كثيرة لا وجود لها في الإنجيل كالتعليم عن ذات الله، وألوهية يسوع المسيح، والحبل به بدون زرع، وتجسده من مريم العذراء الطاهرة، وخلود نفس الإنسان، وعن العقاب والثواب بعد الموت ... ولقد مرت الأجيال العديدة والكنيسة في هذه الضلالات «طالع اعتراف تولستوي». ولقد ظهرت الآن تلك الضلالات للفيلسوف تولستوي الذي بواسطته يمكن ملاشاة جميع تعاليم الأناجيل الكاذبة، وإظهار ونشر التعليم المسيحي الحقيقي ... وحينئذ يظهر في عالم الوجود إنجيل الكونت البديع، ولقد ضربنا صفحا عن تلخيص أقواله من هذا القبيل، وإنما نقول بأن الفيلسوف حصر جميع تعاليم المسيح في الخمس وصايا الآتية:
أولا:
لا تقاوم الشر بالشر.
ثانيا:
لا تحاكم أحدا.
ثالثا:
لا تزن.
رابعا:
لا تحلف باطلا.
ناپیژندل شوی مخ