هـ - أن يكون عمله خالصًا لله تعالى حتى ينشر له القبول ويصادف التوفيق

وقد صح عنه عليه السلام أنه قال: (من أرضى الناس بسخط الله وكله إليهم، ومن أرضى الله بسخط الناس كفاه شرّهم، ومن أحسن فيما بينه وبين الله أحسن الله فيما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه).

ومما يُؤْثَر في هذا الباب، أن (أتابَك) سلطان دمشق طلب محتسبًا، فذكر له رجل من العلماء، فلما حضر، قال له: وليتك أمر الحسبة على الناس، فقال له: إن كنت تريدني لما تقول فقم عن هذا الفراش، وارفع هذا المتكأ فإنها من الحرير واخلع هذا الخاتم فإنه من الذهب، وقد قال عليه السلام: هذان حرامان على ذكور أمتي حل لإنائهم. - أخرجه أبو داود - فقال السلطان: سمعًا وطاعة، ونهض عن الفراش وأمر برفع المتكأ وخلع الخاتم من أصبعه، وقال: قد ضممت إليك أمر الشرطة. فما رأى الناس محتسبًا أهيب منه. اهـ.

- أعمال المحتسب، أربعة:

أ - مراقبة الأسواق لمنع الغش، وتطفيف الكيل والوزن، ومنع الاحتكار والمضاربة بالأسعار، فإن عمر رضي الله عنه أمر حاطب بن أبي بلتعة أن يرفع متاعه من السوق أو يبيع بسعر السوق، لما أراد أن يضارب بزبيبه.

ب - مراقبة الشوارع لإماطة الأذى عن الطريق، ورفع الضرر عن المارة من إنسان وحيوان، وقد مرّ أن عمر رضي الله عنه ضرب جمالًا وكسر الدكة.

ج - مراقبة أرباب الشعائر الدينية ، من أئمة المساجد والمؤذنين، لئلا يقصروا في واجباتهم من إقامة هذه الشعائر.

د - الإصلاح بين الناس فيما اختلفوا فيه، فأعمال الحسبة هذه تقوم فيها الآن دوائر التموين وشرطة البلدية ومفتشو الصحة ومصلحة المكاييل والموازين والأوقاف، وكانت قبل ولاية خاصة تتكون من المحتسب وأعوانه.