المطلب الثالث: أقوال لابن الجوزي - رحمه الله تعالى - في أهمية التفقه:
قال - رحمه الله تعالى - (أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته. ومن تأمل ثمرة الفقه علم أنه أفضل العلوم. فإن أرباب المذاهب فاقوا على الخلائق أبدًا، وإن كان في زمن أحدهم من هو أعلم منه بالقرآن أو بالحديث أو باللغة، واعتبر هذا بأهل زماننا فإنك ترى الشاب يعرف مسائل الخلاف الظاهرة فيستغني ويعرف حكم الله تعالى في الحوادث ما لا يعرفه النحرير من باقي العلماء.
وكم رأينا مُبَرَّزًَا في علم القرآن أو في الحديث أو في التفسير أو في اللغة لا يعرف مع الشيخوخة معظمَ أحكامِ الشرعِ!
(وربما جهل عملَ ما ينويه في صلاته، على أنه ينبغي للفقيه ألا يكون أجنبيًا عن باقي العلوم فإنه لا يكون فقهيًا، بل يأخذ من كل علم بحظ ثم يتوفر على الفقه فإنه عز الدنيا والآخرة).
وقال أيضًا: (الفقه عليه مدار العلوم .... فإن اتسع الزمان للتزيد من العلم فليكن من الفقه فإنه الأنفع).
وقال أيضًا: (وأما ما أردت شرحه لك فإن الشاب المبتدئ طلبَ العلم ينبغي له أن يأخذ من كل علم طرفًا، ويجعل علم الفقه الأهم).
وقال أيضًا: (ثم لينظر ما يحفظ من العلم فإن العمر عزيز والعلم غزير، وإن أقوامًا يصرفون الزمان إلى حفظ ما غَيْرُهُ أولى منه، وإن كان كل العلوم حسنًا، ولكن الأولى تقديم الأهم والأفضل، وأفضل ما تشوغل به حفظ القرآن ثم الفقه)