249

مدایح نبوي

المدائح النبوية في الأدب العربي

ژانرونه

ثم تكلم عن مولد النبي فذكر أن إيوان كسرى انصدع، وأن نار الفرس خمدت، وأن بحيرة ساوة غاضت، وأن الشهب انقضت فوق الأصنام، ولم يعرف لشيء من ذلك سند صحيح من التاريخ، ولا نعرف متى نشأت هذه الأخبار عند المسلمين، وأغلب الظن أنها من وضع القصاص الذين أرادوا أن يصوروا مولد الرسول بالصور التي أثرت عن أنبياء الهنود، وقد أكثر مؤرخو المولد من هذه الأخبار، وطاف بها جمهور الناظمين في المدائح النبوية. (6)

وتحدث عن المعجزات، فذكر سجود الأشجار للرسول، ومشيها إليه، وسير الغمامة أنى سار لتقيه حر الهجير، وما صنع الحمام والعنكبوت بالغار، وكيف كان لمس راحته يبرئ المريض، ويشفي من الجنون، وكيف كانت دعوته ترسل الأمطار في السنة الشهباء.

وبعض هذه الأخبار يحتاج إلى تحقيق. (7)

وتكلم عن القرآن فقال إنه ظهر «ظهور نار القرى ليلا على علم»، وإن المديح لا يتطاول إلى ما فيه من كرم الأخلاق والشيم، وإن آياته:

لم تقترن بزمان وهي تخبرنا

عن المعاد وعن عاد وعن إرم

وإنها:

دامت لدينا ففاقت كل معجزة

من النبيين إذ جاءت ولم تدم

وهذا أجمل ما يوصف به القرآن، فهو المعجزة الباقية، وهو أيضا المعجزة الصريحة التي يعتز بها العقل، ويصح للمسلمين أن يواجهوا بها العالم غير مترددين، أما نبع الماء بين يدي الرسول، وتظليل الغمام إياه، وسجود الأشجار له، وما إلى ذلك من المعجزات، فهي مسائل يحتاج عرضها إلى مخاطرة، وهي مخشية الضر قبل أن تكون مرجوة النفع.

ناپیژندل شوی مخ