معقول او نا معقول په زموږ فکري میراث کې
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
ژانرونه
قالوا: إذن ندخل معك في خطيئتك.
قال: فحدثوني عنكم، وقد قتل أماثلكم، وبقي أراذلكم، متى كنتم محقين؟ أحين كنتم تقتلون أهل الشام؟! فأنتم الآن حين أمستكم عن قتالهم مبطلون! أم أنتم الآن في إمساككم عن القتال محقون؟! فقتلاكم إذن الذين لا تنكرون فضلهم، وأنهم خير منكم، في النار.
قالوا: دعنا منك يا أشتر! قاتلناهم في الله، وندع قتالهم في الله، إنا لسنا نطيعك فاجتنبنا.
قال: خدعتم والله فانخدعتم، ودعيتم إلى وضع الحرب فأجبتم، يا أصحاب الجباه السود! كنا نظن صلاتكم زهادة في الدنيا، وشوقا إلى لقاء الله! فلا أرى فراركم إلا إلى الدنيا من الموت ...
فسبوه وسبهم، وضربوا بسياطهم وجه دابته وضرب بسوطه وجوه دوابهم، ثم كفوا جميعا لما أمرهم علي أن يكفوا، وأطرق هو لحظة إلى الأرض، ثم قال في الناس معاتبا: أيها الناس! إن أمري لم يزل معكم على ما أحب، إلى أن أخذت منكم الحرب، وقد والله أخذت منكم وتركت، وأخذت من عدوكم فلم تترك، وإنها فيهم أنكى وأنهك، ألا إني كنت أمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأمورا، وكنت ناهيا فأصبحت منهيا، وقد أحببتم البقاء، وليس لي أن أحملكم على ما تكرهون.
وبعد أخذ ورد بين أنصار علي، ثم بعد تبادل الرسائل بين علي ومعاوية، اتفق الجميع على مبدأ تحكيم القرآن فيما هم فيه، فبعث علي قراء من أهل العراق، وبعث معاوية قراء من أهل الشام، فاجتمعوا بين الصفين ومعهم المصحف، فنظروا فيه وتدارسوا واجتمعوا على أن يحيوا ما أحيا القرآن، ويميتوا ما أمات القرآن ، ورجع كل فريق إلى صاحبه، فقال أهل الشام: إنا قد رضينا واخترنا عمرو بن العاص، وأما أهل العراق، ومنهم كان جيش علي (وهم الذين كانت منهم الفئة التي صارت خوارج فيما بعد) فقالوا: لقد رضينا واخترنا أبا موسى الأشعري.
وها هنا حاول علي أن يحمل رجاله الذين اختاروا أبا موسى الأشعري ليتكلم عنهم، على أن يعدلوا عن اختيارهم هذا، وأخذ يعرض عليهم اسما بعد اسم؛ لعلهم يوافقون، لكنهم أصروا على اختيارهم.
واجتمع الموفدان، وأخذا في كتابة الوثيقة التي يكون عليها الموادعة بين الفريقين، فاقترح أن تبدأ هكذا: «هذا ما تقاضى عليه علي أمير المؤمنين ومعاوية بن أبي سفيان ...»
فقال معاوية: بئس الرجل أنا إن أقررت أنه أمير المؤمنين ثم قاتلته!
وقال عمرو بن العاص: بل نكتب اسمه واسم أبيه، إنما هو أميركم، فأما أميرنا فلا.
ناپیژندل شوی مخ