معقول او نا معقول په زموږ فکري میراث کې
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
ژانرونه
فحدث ما توقعه عمرو بن العاص، وهو أن دب بين جماعة علي دبيب الخلاف، فأما علي نفسه، فابتهل إلى ربه قائلا: «اللهم إنك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون، فاحكم بيننا وبينهم، إنك أنت الحكم الحق المبين»، وأما أصحاب علي فطائفة منهم قالت: القتال، وطائفة أخرى قالت: المحاكمة إلى الكتاب، ولا يحل لنا الحرب وقد دعينا إلى حكم الكتاب - وعند ذلك بطلت الحرب ووضعت أوزارها.
9
وفي خليط شديد من الحركة والصوت، أخذت صيحات الرجال تعلو من كل جانب ، تدعو إلى الموادعة، فخطب علي في الناس ليردهم إلى صواب: «أيها الناس! إني أحق من أجاب إلى كتاب الله، ولكن معاوية وعمرو بن العاص ومن معهما ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، إني أعرف بهم منكم، صحبتهم صغارا ورجالا، فكانوا شر صغار، وشر رجال، ويحكم! إنها كلمة حق يراد بها باطل! إنهم ما رفعوها لأنهم يعرفونها ويعملون بها، ولكنها الخديعة والوهن والمكيدة، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة؛ فقد بلغ الحق مقطعه، ولم يبق إلا أن يقطع دابر الذين ظلموا.»
فجاءه من أصحابه زهاء عشرين ألفا، مقنعين في الحديد، شاكي سيوفهم على عواتقهم، وقد اسودت جباههم من السجود - وبعض هؤلاء هم الذين صاروا خوارج فيما بعد - فنادوا عليا باسمه لا بإمرة المؤمنين: يا علي! أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت إليه، وإلا قتلناك كما قتلنا ابن عفان، فوالله لنفعلنها إن لم تجبهم!
فقال لهم: ويحكم! أنا أول من دعا إلى كتاب الله، وأول من أجاب إليه، وليس يحل لي، ولا يسعني في ديني أن أدعى إلى كتاب الله فلا أقبله، إني إنما قاتلتهم ليدينوا بحكم القرآن، فإنهم قد عصوا الله فيما أمرهم، ونقضوا عهده، ونبذوا كتابه، ولكني قد أعلمتكم أنهم قد كادوكم، وأنهم ليس العمل بالقرآن يريدون.
وكان قائد من قواد علي ساعتئذ في قلب معركة مع جند معاوية، وهو الأشتر، وقد أوشك على نصر حاسم، فأصر هذا الفريق الداعي إلى التحكيم، أن يبعث علي في طلب الأشتر من موقعه من ميدان القتال، فأرسل علي رسولا ليأتيه بالأشتر فقال الأشتر للرسول: قل له ليس هذه بالساعة التي ينبغي لك أن تزيلني عن موقفي، إني قد رجوت الفتح فلا تعجلني.
ولم يكد الرسول يبلغ مكان علي ليبلغه إجابة الأشتر، حتى علت أصوات المعركة، وبدا الأمر كأنما الشتر بجيشه قد ظفر بالنصر، فأحاط المعارضون بأمير المؤمنين:
قالوا: والله ما نراك أمرته إلا بالقتال.
قال: أرأيتموني ساررت رسولي إليه؟ أليس إنما كلمته على رءوسكم علانية وأنتم تسمعون؟!
قالوا: فابعث إليه فليأتك ، وإلا فوالله اعتزلناك ، فبعث علي مرة أخرى برسول يحمل الأشتر على ترك المعركة والحضور إليه، وعلى مضض استجاب الأشتر، ولم يكد يبلغ مكان أمير المؤمنين ومن التفوا به يعارضون المضي في القتال، حتى صاح في غضب: يا أهل الذل والوهن! أحين علوتم القوم، وظنوا أنكم لهم قاهرون، رفعوا المصاحف يدعونكم إلى ما فيها! وقد والله تركوا ما أمر الله به فيها، وتركوا من أنزلت عليه، فلا تجيبوهم! ... أمهلوني عدوة الفرس، فإني قد طمعت في النصر.
ناپیژندل شوی مخ