227

ابو العلاء معری د زمانو توپان

أبو العلاء المعري زوبعة الدهور

ژانرونه

ولهذا قال فيه المؤرخ ابن سباط: إنه كان محبوبا من جميع الأسباط، كما ورد في تاريخ أعيان لبنان للشدياق.

أوجب السيد على إخوانه الترفع عن أكل الحرام والشبهات والرياء ومال الظلمة وأوقافهم وغلالهم، وحرم أكل غلال الأراضي المغتصبة ونهى عن قبول أموال الحكام ومن يتصل بهم.

تآليفه: شرح الأمير المذهبي، وكتاب لغوي مسمى سفينة اللغة العربية. انتهى.

أما وفاة الأمير السيد فكانت - كما روى الأمير حيدر في تاريخه المشهور - في اليوم السابع عشر من شهر جمادى الآخرة سنة 884 هجرية، فأقام تلاميذه رئيسا يرشدهم بعده ويشير عليهم ابن عمه الأمير سيف الدين زنكي. وكان لفقد الأمير رجة عظيمة في البلاد، واجتمع يوم مأتمه أمم لا تحصى من جميع البلدان.

بين شيخين

كان شيخي الأول الذي نشأت في حجره كالذي ذكره داعي الدعاة في رسالته الثالثة إلى أبي العلاء : «إن قيل له في أخبار شرعه إن فيلا طار أو جملا باض، لما قابله إلا بالقبول والتصديق.»

كان، رحمه الله، كثيرا ما يقرئني في كتاب «ميزان الزمان» تأليف الأنبا نيرامبرك اليسوعي، وخصوصا في الفصول التي تتحدث عن جهنم، والأيام التي تسبق القيامة فالدينونة العامة، فأقلق وأضطرب ويركبني في الليل كابوس يتمطى بصلبه ويردف أعجازا، وينوء بكلكلي ... فأستيقظ مرتجفا كالورقة، وأحيانا باكيا.

كثيرا ما كانت تتوسل المرحومة والدتي إلى عمها شيخي ليكف عن إقرائي في هذا الكتاب الذي تفزع لقراءته الكبار، كما سمعتها تقول. أما جدي فلم يكن يرعوي، وكان يجيبها: العلم في الصغر كالنقش في الحجر؛ فهو يريد أن يوطد بنيان الدين ومخافة الله في صدر خليفته العتيد ...

قرأنا مرة: أنه في سنة ألف وخمسمائة وسبع وثلاثين أمطر الله على مدينة بولونيا حجارة ثقل كل واحد منها ينيف على أربعة أرطال ونصف، ويؤيد صاحب ميزان الزمان هذا الزعم بقوله: فلم يأت حزقيال النبي بأخبار واهية بقوله: إنه في انتهاء العالم تقع حجارة ثقيلة جدا. ويقول صاحب الجليان إن ثقل كل حجر يوازي قناطير كثيرة، ثم يقول: خبرونا أنه في بلاد سيتيا سمعت رعود مفزعة مات من صوتها خلق كثير، فماذا يكون ضجيج العواصف الأخيرة وشدة إرهابها حينما يريد الله أن يلاشي هذا العالم؟

فسألته وعيناي مغرورقتان: متى تكون نهاية العالم؟ فأجابني: تؤلف ولا تؤلفان، ومعنى ذلك لا تبلغ الألفين بعد المسيح حتى يكون الكتاب قد تم.

ناپیژندل شوی مخ