معارج الآمال على مدارج الکمال بنظم مختصر الخصال
معارج الآمال لنور الدين السالمي- حسب الكتب
ژانرونه
وخامسها: قوله تعالى: {سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، قالوا: فنفى الإيمان عنهم في كلا الحالين، وبين أنهم لا يقدرون عليه مع تكليفه إياهم الإيمان.
وأجيب: بأن نفي الفعل لا يدل على نفي القدرة، ولو دل على ذلك لدل كل ما أخبر الله تعالى أنه لا يفعله على نفي قدرته عليه، نحو قوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}، وقوله: {إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}، وقوله: {إن الله لا يظلم الناس شيئا}، وقوله أيضا: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم}، ونحو هذا كثير؛ فلما لم يدل ذلك على نفي قدرته على ما أخبر أنه لا يفعله صح أن نفي الفعل لا يوجب نفي القدرة.
وتوضيح ذلك: أنه تعالى جعل في المكلفين قدرة صالحة للامتثال، وإخباره بعدم امتثال بعضهم غير مسقط لتلك القدرة، بل تلك القدرة حاصلة لهم، لكن علم الله - سبحانه وتعالى - أنهم لا يستعملون قدرتهم /60/ فيما أمروا به فأخبر عن حالهم الذي سيكون منهم، والله أعلم.
وسادسها: قوله تعالى: {ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو أخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم} قالوا: وقتل النفس لا يستطاع.
وأجيب: بأنه لو لم يستطع ما فعله قليل منهم، والله أعلم.
مخ ۱۱۲