============================================================
وقال آخرون: الربح من الربح، يقال: ربح ربحا وربحا أي يقمر فيربح. وكان أبو حاتم يفسر غير هذا التفسير يقول: البح جمع أبح، وكأنه أراد القداح إذا حركت لم تسمع لها صوتا فكأنها بح أخبرنا ابن دريد قال: وأنشدني أبو عثمان: بيض تطاير بالأيمان مخلصة متى تنل جانيا منها تنل نشبا فاخعل نصيك منها إن همنت بها إن كثت ترهب يوم الموعد الهربا(1) قال أبو عبيدة: أصل هذا أن يعلى بن منية وهو رجل من بني تميم حليف لقريش، كان عثمان بن عفان ولاه اليمن، فلما قتل عثمان أقبل بمال عظيم فصار إلى مكة وعائشة وطلحة والزبير بها وهم يندبون الناس إلى قتال علي عليه السلام، فصب الدراهم بالأبطح ودعا الناس إلى البراءة من علي عليه السلام، وأخذ المال، فتتابع الناس على ذلك فقال هذا الشاعر: (بيض تطاير) يعني الدراهم يقول: فمن نالها نال نشبا أي غنى. ثم أقبل على نفسه فقال: اجعل نصيبك منها الهرب إن كنت تخاف يوم الموعد، لأنك إن اخذتها برئت من علي وأخبر أبو عبيدة قال: قال علي صلوات الله عليه: بليت بأطوع الناس في الناس، وأشجع الناس، وأجود الناس، ومن صب الذهب بالأبطح لحربي: يعني بأطوع الناس في الناس عائشة، وأشجع الناس الزبير، وأجود الناس طلحة، ومن بذل الذهب والفضة يعني يعلى بن منية.
أخبرنا ابن دريد قال: وأنشدنا أبو عثمان: (1) من البحر البسيط
مخ ۷۴