- 1 - شرع الله للانسان بمقتضى ربوبيته من الدين ما ينظم حياته ويسعده ويوصله إلى درجة الكمال الانساني وهداه بواسطة انبيائه إليه وسماه الاسلام (1). كما سن لجميع مخلوقاته انظمة تتناسب وفطرتهم وتوصلهم إلى درجة الكمال في وجودهم وهداهم إلى السير بموجبها الهاميا أو تسخيريا (2). وكان النوع الانساني كلما توفي رسول من رسل الله في امة منه قام اصحاب الطول والسلطان من تلك الامة بتحريف ما يخالف هوى انفسهم من شريعة نبيهم أو كتمانه ثم ينسبون ما لديهم من الشريعة المحرفة إلى الله ورسوله (3).
---
(1) قال الله سبحانه وتعالى: " ان الدين عند الله الاسلام " آل عمران / 19 وقال: " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ". آل عمران / 85. (2) قال الله سبحانه وتعالى: " سبح اسم ربك الاعلى الذي خلق فسوى والذى قدر فهدى والذى اخرج المرعى فجعله غثاء احوى ". الاعلى / 1 - 6 وقال: ربنا الذي اعطى كل شئ خلقه ثم هدى. طه / 50 وقال سبحانه: واوحى ربك إلى النحل ان اتخذى من الجبال بيوتا... النحل / 68. وقال سبحانه: والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره. الاعراف / 54 (3) قال الله سبحانه: وان منهم لفريقا يلوون السنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون. آل عمران / 78. وقال افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعدما عقلوه وهم يعلمون. البقرة / 75. وراجع الآيات: البقرة / 42 و146 و159 و174. وآل عمران / 187 والنساء 46، والمائدة / 12 - 15، 41، 59 - 61.
--- [14]
مخ ۱۳