115

فقلت في حماسة: هذه الصورة. الطفلة هي الطفلة، والشيخ هو الشيخ، ولكن ماذا حدث؟ بعض الألوان يتغير فتصير الأطلال ربوة مزدهرة وتصير المئذنة المتصدعة رشيقة مبتسمة للضوء، ويصبح الكوخ الحقير دارا سعيدة! أليست هذه هي الصورة؟

فابتسم صاحبي ابتسامته العريضة الطيبة وقال: كانت الأخرى تملؤني انتظارا.

فقلت: وأين هي؟

فقال: لم أستطع الإبقاء عليها، طمستها؛ لأنها كانت كئيبة. ولماذا أبقي عليها؟

فقلت: هي أثر من أعمالك.

فقال: لم تكن سوى بداية كنت دائما أنتظر لأتمها. كنت دائما أعتقد أنه سيأتي يوم أستطيع فيه أن أتمها.

فقلت: لست أفهم.

فقال: أما قلت لك إنها ستتحدث يوما؟ أما قلت لك إن الثورة آتية؟ كنت أنتظرها وانتظرت طويلا، ولكنها حدثت. وكان لا بد لي أن أتم الصورة كما أردتها. كان عاما سعيدا قضيته في تجديدها منذ قيام الثورة، وانقطعت لها مدة عام من الصباح إلى المساء أضيف في كل يوم لمسة. بدأت في يوليو، ونحن الآن في يوليو. أليست تعجبك؟

فقلت في حماسة: إنها رائعة.

فقال وهو ينظر إليها في ارتياح: عندما أتممتها شعرت بأن عبئا ثقيلا أزيح عن صدري. كانت الصورة القديمة تملأ قلبي ظلاما، فلما جددتها شعرت بالسعادة تغمرني. انظر إلى المئذنة وإلى الشيخ، لم أضف عليهما إلا لمسات صغيرة ومع ذلك فقد تغيرت كما ترى.

ناپیژندل شوی مخ