مع العرب: په تاریخ او افسانه کې
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
ژانرونه
أكانت مساكنهم على طريق التجارة بين الحجاز والشام، وكانت عاصمتهم الحجر، أو مدائن صالح اليوم.
وسموا ثمودا لقلة الماء في ديارهم، وثمود من الثمد، وهو الماء القليل.
وهذا يكاد يكون كل ما نعرفه عنهم، لولا قصتهم التي وردت في القرآن بقصد المثل والعبرة، وقد توسع الرواة في هذه القصة، فكانت إحدى النفائس العربية الرائعة.
قيل: لما أتت الريح العقيم على عاد عمرت الأرض بعدهم ثمود، وازدهرت، وطالت أعمار بنيها حتى كان الرجل منهم يشيد البيت المتين، فيخرب البيت والرجل حي، فجعلوا ينقبون المنازل في صخور الجبال.
وداخلهم العجب بأنفسهم، وذهب بهم البطر كل مذهب، وعاثوا في الأرض مفسدين، ولعل معنى ذلك أنهم راحوا ينقضون على قوافل التجارة، ويحبسون الماء القليل عن المسافرين، ويعدو أغنياؤهم على فقرائهم.
وفي مثل هذه الحال، يظهر المصلحون وترتفع أصواتهم نقية صافية مجلجلة.
وظهر النبي صالح، وارتفع صوته داعيا إلى الخير، ناهيا عن المنكر.
فلم يتبعه على مألوف العادة إلا قليل مستضعفون كانوا موضع الزراية، ثم أصبحوا موضع الاضطهاد.
ومشى سيد ثمود، جندع بن عمرو بن جواس، إلى صالح، في نفر من الزعماء والوجهاء، وقال جندع: إنك رجل يدعي أن الله يوحي إليه، وليس هذا بالأمر الهين على التصديق، وإنك لتريد حملنا على غير ما ألفنا، وليس باليسير علينا أن نتبعك، فنتحول عن طريق إلى طريق، فجئنا بآية تشهد أنك نبي الله، وما الله بباخل عليك إن كنت نبيه حقا.
فأجاب صالح: وهل تؤمنون إذا جاءتكم الآية؟
ناپیژندل شوی مخ