مع العرب: په تاریخ او افسانه کې
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
ژانرونه
وهنا عاد مؤرخنا فأدار نظراته في الجالسين، وقال: «هذا هو المغزى الذي أراه لدولة الكنديين في التاريخ العربي، وجد واضح أن الكنديين فشلوا لأسباب كثيرة، منها سقوط دولة التبابعة، ومنها عداء الفرس والبيزنطيين والمناذرة والغساسنة لهم، ومنها سوء تدبيرهم وثورات القبائل عليهم كما اتفق الحجر، والد امرئ القيس الشاعر، إذ بعث جباته يجمعون له الإتاوة من بني أسد بالعصا، فانتفضوا عليه وقتلوه، ولكن فشل الكنديين أمر لا ينال من مغزى دولتهم في التاريخ العربي».
وسكت مؤرخنا هذه المرة سكوت الختام، وكأنه توقع أن يسمع كلمة من غيره، إلا أن سائر المؤرخين ظلوا صامتين، فهل كان صمتهم موافقة؟ إن للصمت معاني كثيرة! وبغتة ارتفع صوت من أحد المؤرخين يقول له : «إنك تملأ إناء الماضي مادة من الحاضر.»
فأجابه: «ذلك خير من أن نملأ إناء الحاضر مادة من الماضي، ومع ذلك ففي الحاضر من الماضي مادة لا تنكر، ولولا الشوق إلى فهم الحاضر والمستقبل لما كان لتفهم الماضي معنى، والنظر إلى وراء هو جزء من النظر إلى أمام!»
وانفض مجلس المؤرخين، ونحن لا نعلم هل وافقوا زميلهم على ما قال، ولكن تعزينا بأن اختلاف المؤرخين حكم من أحكام القضاء والقدر.
ناقة الفقراء
يعرض أقدم ذكر للثموديين في نقش يرجع إلى عهد الملك الآشوري سرغون الثاني.
حدث سرغون، على أسلوب الملوك الآشوريين في التفاخر، أنه حمل حملة شعواء على ثمود، فأخضعها في السنة السابعة من ملكه، أي في السنة 717 قبل الميلاد.
وألم العالم بليني، بذكر الثموديين في كتابه: التاريخ الطبيعي.
ويرجج العلماء أن اللحيانيين، الذين كانت عاصمتهم ديدن، في الشمال من شبه الجزيرة العربية، كانوا يمتون إلى الثموديين بصلة النسب الوثيق.
وكل هذا لنقول: إن الثموديين قوم من العرب البائدة عرفهم التاريخ.
ناپیژندل شوی مخ