وجعلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في ركب بين يديه، وعطشنا شديدا فبينا نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نحن بامرأة سادلة رجليها بين مزادتين، فقلنا لها: أين الماء؟ فقالت: إنه لا ماء، فقلنا: كم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: يوم وليلة، فقلنا: انطلقي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: وما رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها حتى استقبلنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته بمثل الذي حدثتنا غير أنها حدثتنا أنها موتمة.
فأمر بمزادتيها فمسح في العزلاوين فشربنا عطاشا أربعين رجلا حتى روينا، فملأنا كل قربة معنا وإداوة وهي تكاد تنصر من الملئ.
ثم قال: هاتوا ما عندكم، فجمع لها من الكسر والتمر حتى أتت أهلها وقالت: لقيت أسحر الناس أو هو نبي كما زعموا.
فهدى الله ذلك الصرم بتيك المرأة فأسلمت وأسلموا.
مخ ۱۴۷