فقالوا: يا أبا غداس لم يك هذا من فعلك فما الذي بدا لك؟
قال: دعوا ما مضى وأجيبوني إلى طعامي.
فأجابوه وأشرف بحيرا من صومعته فنظر إلى السحابة على الشجرة فقال: يا معشر قريش هل بقي منكم أحد لم يحضر طعامي؟
قالوا: غلام يقال له محمد خلفناه في الأمتعة.
قال بحيرا: أحب أن لا يتخلف عن طعامي هذا صغير ولا كبير.
فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوه فأقبل حتى جلس إلى جنب عمه أبي طالب وبحيرا ينظر إليه ويتفرس في العلامات التي قد عرفها حتى إذا أكل القوم وفرغوا من طعامهم ونهضوا قال بحيرا لأبي طالب: يا شيخ: إني أريد أن أكلمك في شيء، فجلس ثم قال له: ما يكون هذا الغلام منك؟
قال: هو ابني.
قال بحيرا: لا ينبغي أن يكون أبوه في الأحياء ولا أمه ولا جده.
قال: صدقت هو ابن أخي.
قال: فاتق الله فيه واحذر عليه أعداءه اليهود فإنهم إن قدروا عليه لم يشربوا عليه الماء البارد وسيكون له نبأ، وسيقتل اليهود ويعلوا أمره، ثم أقبل بحيرا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: سألتك بالله هل في جسدك في موضع كذا علامة كذا وكذا وبين كتفيك علامة كذا وكذا؟
قال: نعم,
مخ ۱۳۴