وشق له من اسمه ليجله ... فذو العرش محمود وهذا محمد فصل
ومما جاء من غرائب هذا الباب ما روي أن أبا طالب عزم على الخروج إلى الشام بتجارة له، فلما أجمع أمره وعزم على الرحيل بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا وتعلق بزمام راحلة عمه وقال: يا عم على من تخلفني وحيدا وقد أوصاك بي جدي عبد المطلب.
قال: فرق له أبو طالب وقال: لا تبك يا ابن أخي فإني خارج بك
معي، ثم خرج أبو طالب في جماعة من قريش بتجارات لهم حتى إذا كانوا بأرض بصرى وهي بين مكة والشام، أشرف بحيرا الراهب من صومعة له فنظر إلى عير قريش من البعد فعرفهم وكان ممرهم عليه إذا ساروا إلى الشام، وكان بحيرا قد قرأ في الكتب وعرف نعت النبي صلى الله عليه وسلم وكان يحب أن يراه.
فلما كان ذلك اليوم أشرف من صومعته ونظر إلى القوم مقبلين من مكة وعلى رؤوسهم سحابة تسير بمسيرهم وتقف لوقوفهم.
فعجب بحيرا من ذلك وقال: إن هذا لا يكون إلا على رأس نبي إن فيهم لنبيا.
ثم أمر من عنده باتخاذ طعام، فاتخذوا طعاما كثيرا ودنا القوم من صومعته فنزلوا عند شجرة حذاء باب الدير ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب تحت الشجرة وأقبلت السحابة حتى وقفت على الشجرة وبحيرا ينظر إلى ذلك، فأرسل إليهم يا معشر قريش إني قد صنعت لكم طعاما وقد أحببت أن تجيئوني إليه.
مخ ۱۳۳