اتكأ كسرى المدلل للحبيب والمحرق للعدو على العرش الجمشيدى كالشمس على عرش [برج] الحمل والورد المتفتح على العرش المشبه بالزمرد، ووقف ولاة العهد كالبدر ينطم منازله ووقف الأمراء ذوو القدر العالى على نسق النجوم فى صدر مجلس الفلك المزين، وقد بذرت يد صاحب الخزانة بيدر الذهب والفضة، وألقى بخلع التشريفات على أكتافهم وصدورهم من دار الخلع الملكية، ولنظم المهام والشئون القريبة والبعيدة، جعل السيف الهلالى الشكل، الذى هو مفتاح أبواب الفتح والظفر، زينة الحزام، وجعل الجيش المظفر غنيا من الذهب والفضة بعطاء اليد المتأثرة بالسحاب، ورفع لواء الهمة شمس المعجزة بعزم إخضاع بقية ملك خراسان، فكلف أولا: ابن العم بهمن الشأن إبراهيم خان ليكون فى مقدمة الجيش أثر النصر، وقبل عدة أيام من تحرك موكب المستولى على البلاد، مع عشرة ألاف من الفرسان والمشاة لمعاقبة متمردى نيسابور.
وفى يوم السابع عشر من شهر المحرم [1217 ه. ق] وضع الخاقان نجم الخدم قدمه على الركاب، المشبه بالهلال فى ساعة كصبح الوصال الوقت المبارك ذى الطالع السعيد، وبالعزم إلى خراسان فتح عقدة من مقدمة علم الظفر، ومن أجل استجمام الدواب، صار مرج" رادكان" لعدة أيام مضربا للخيام المنتهية بالنصر، وصار إسحق خان القرائى وجعفر خان بيات حاكم نيسابور متفاخرين ومتباهين بتقبيل العتبة الملكية، ووقف كل من اللهيار خان وإبراهيم خان شادلو حاكم إسفراين وأمير كونه خان حاكم خبوشان مع سائر حكام مملكة خراسان فى ظل راية الشمس المعجزة من أجل أداء الخدمة ورعاية مراسم الفدائية، وقد وضعوا آذانهم على سماع الأمر لتقديم العبودية، وكلف نظام الدولة سليمان خان القاجارى وحسين خان رئيس فرقة الغلمان بإخضاع قلعة" تشناران"، ونصب الأمير الموفق محمد على ميرزا مع إسحق خان القرائى القائد وفوج من شجعان [ص 88] ساحة الحرب على ناحية الأرض المقدسة، وتحرك موكب فاتح البلاد أيضا إلى مشهد المقدسة مع عالم من الأسود السفاكة للدماء وتماسيح بحر الغضب.
مخ ۱۲۰