وفى تلك الأثناء وصل إلى مسامع النواب نائب السلطنة العلية أن الروس يريدون أن يحضروا مؤن وإمدادات لمعسكر مقرى، ولكن الفكرة التى كانت لدى جيش ملجأ النصرة أن الجنرال نفسه عازم إلى مقرى مع أحد الأفواج من الجنود من أجل حراسة القافلة، وبناء عليه، عين النواب نائب السلطنة ميرزا أحمد المستوفى مع فوج الأبطال وجعفر قلى خان المقدم وجنوده ومعه مائة فارس من الغلمان آثار الجلادة، وقرر أن يذهبوا عن طريق" أردوباد" ويقطعوا عليهم الطريق فيما بين مقرى وقبان، ويعملوا كل ما يجب من قتال [ص 258] مع الجنرال واعتراض القافلة، فتوجه الرجال المكلفون أيضا بسرعة كاملة، وبمجرد القدوم إلى أردوباد، وصل جواسيس الغبرة إلى الجنرال، فلم يجرؤ الجنرال المذكور على إرسال القافلة خوفا من الجيش المنصور، وتوقف فى كروس، وبعد اليأس من مجى ء الجنرال والقافلة، تشرف الحكم المحكم بالنفاذ وذلك بأن يقدم الرجال المكلفون على ترحيل طوائف قبان، فساروا أيضا طبقا لفرمان القضاء المنفذ إلى قبان، وفى أثناء الطريق وصل خبر عزيمتهم إلى الطوائف المذكورة فرحلت على الفور خوفا على أرواحها والتجئوا إلى ظل عناية النواب نائب السلطنة ورعايته.
وبعد الفراغ من هذه الأمور، توجه موكب أصل النصرة إلى خوى، وبعد قدومه إلى هناك، وصل الخبر بأن الجنرال مرقص قد أبدى لدولة روسيا أن الجنرال بطرويتش طور مصوف يتساهل فى أمر قيادة الجيش والمحاربة مع جيش إيران، وينفق كل هذا المال بلا فائدة ويهلك جنود روسيا، وأنه لو أعين وأنصب مكانه، فلسوف يصبح مصدر الفتوحات اللائقة، فعينته دولة روسيا أيضا بالقيادة، وأرسلته. وبمجرد قدوم الجنرال المذكور إلى تفليس وتأكده من عودة موكب النواب نائب السلطنة والسماح للجيش بالراحة فى ثكناه، وجه جنرال ولاية بنبك إلى إيروان ومعه ثمانية آلاف من الفرسان والجنود وكلفه بأنه لو يستطع أن يرحل الطائفة والرعية من هناك، وإذا لم يحصل على هذه الأمنية، يقوم بالإغارة على أموال ودواب أهالى إيروان ونهبهم أو يحصل على الغلة والأرز والشعير من الصحراء والملح من المنجم.
مخ ۲۹۹