وفى هذا العهد الهمايونى والدولة المتزايدة يوما بعد يوم ومنذ عام وستة شهور والطريق يتردد عليه جماعة الإنجليز والفرنسيون والروس إلى بلاط صاحب العالم عن طريق بلاد الهند وإسلامبول وغيرهما بالأشياء النفيسة والبضائع الغريبة، ويمررون تحفهم وهداياهم على النظر الشريف، فيصبحوا موضع العناية ومطرح الرعاية والإحسان اللائقين، وقد استفاد حكماء ومدبرو أمر البلاط من سلوك وأفعال وأعمال جميع طوائفهم. وفى هذا العام أظهر المهندسون والأطباء والحكماء والمتعلمون كفاءة كاملة من التعليم والتعلم على التصويب بالمدافع وصناعة البنادق وزنادها وكما أجادوا فنونا أخرى مثل الحدادة والبرادة والصقل والتلميع، وعادوا من لندن وتوجهوا إلى البلاط، وقد لاقى حصولهم على العلوم والفنون استحسان وإعجاب النظر المبارك، فصار كل واحد منهم محسودا من أقرانه بإزادة الإنعام والرواتب والإحسان لهم، وقد أثنى الأطباء والصناع والفنانون الإنجليز أيضا على جدارتهم، وقد أصدر حضرة نائب السلطنة الأمر بعد حضورهم إلى هذه الأقاليم بأن يسرع إليهم عدة أفراد من أطفال عظماء البلاط كتلاميذ ليتعلموا على أيديهم ويقوموا بتعلم اللغات واكتساب الصناعات والفنون.
[ص 143] 72 - وكانت أعظم صناعات الفرنچة عمل الطباعة:
وهى التى تستخرج الكتب المتعددة بخطى النسخ والنستعليق. فقد أحضر أحد أذكياء دار السلطنة تبريز أدواته وأقلامه «1»، وفعل كما هو متبع ومتصرف فى هذا العمل بحيث إنه عندما تخرج الصفحة من عمله يجلب حسن خطها حسد ومنافسة أقلام أحسن الخطاطين، وبالإضافة إلى حسن الخط كان يرى من الطباعة حلاوة الأسلوب، وقد صار هذا باعثا على حيرة الأساتذة الفرنچه (الأوربيين).
73 - تأسيس قاعدة صناعة قماش الماهوت فى بلدة خو بأمر نائب
السلطنة:
لقد كانوا يتقدمون فى نسخ وصناعة قماش الماهوت «2»، وقد سعى الأساتذة الماهرون إلى حد ما على صنع قماش الماهوت الإفرنچى ولم يخرج إنتاج من المصنع.
مخ ۱۸۲