109

ماثر سلطانيه

المآثر السلطانية

ژانرونه

ومن ثم، وفى شهر رمضان المبارك سنة ألف ومأتين وتسع عشره هجرية ارتفعت الراية إلى ناحية كنجه، وعرض جواد خان القاجارى حاكم ذلك المكان هذه المقدمة على بلاط الخديو جمشيد الاقتدار:" لو أن فوجا من الجيش يقدم من العتبة الملكية فى صورة هجوم وإغارة" فصدر الأمر وتوجهوا، ولكن بسبب بعد الطريق، وحتى ذلك الحين، وصل بنفسه إلى القلعة سعيد بك غلام كحامل للبريد، ولم يرد آخر غيره «1»، وقدم إيشبخدر مع جيشه وحاصر القلعة، فجعلوا حاكم كنجه وأهلها متعبين فى مصيدة العذاب، وقدم جواد خان ولأول وهلة وبسبب شجاعته بنفسه إلى خارج القلعة لمرة أو لمرتين كفراشة على لهب وشرر مدافعهم القاذفة للنيران، وجاهد بجهاد الشجاعة، وفى النهاية وبسبب مخالفة نصيب بك شمس الدنيلو وأرامنة كنجه الذين استعدوا لخيانته وانفصلوا عنه فى ساحة القتال وميدان المعركة وانضموا إلى جماعة الروس، وفى غرة شوال هجموا من كل ناحية وبإرشاد الأرمن لهم، وخرج حراس القلعة لمنع وصول تلك الجماعة وأطلقوا يد الضرب والطعن، فصعدوا على البرج الذى كان الحراس غافلين عن حراسته، وملئوا فضاء القلعة بالدخان من شرر بنادقهم المحملة بالنيران، ثم انصبوا بالتعاقب على القلعة، وقاموا بالقتل والإغارة مدة ثلاث ساعات وخلطوا الدم بالتراب، وأذاقوا جواد خان مع أحد أبنائه وجمع غفير شربة الشهادة، [ص 110] وبسبب طوفان سيف الدم أوصلوا موج الدم إلى أوج الأفلاك، وبعد إخضاع القلعة والقتل الشنيع، ساقوا إلى الخارج الأحياء الباقين من السيف شريفهم ووضيعهم، وأخلوا تلك القلعة- التى انحصرت على المسلمين- من وجود الأهالى، واستولوا هم على مراصد ومعابر ذلك المكان.

وبعد وقوع هذه المقدمة المزيدة للحيرة، ازدادت لإيشبخدر شدة الفتنة والغرور والنخوة، فأرسل الرسل إلى حكام قراباغ وإيروان ودعاهم إلى الطاعة، وطالبهم بتسليم القلاع ورغب فى تقويض الأماكن المستحكمة لتلك البقاع والرباع وعلى الرغم من أن حكام قراباغ وإيروان كانوا فى الظاهر راكضين فى طريق العبودية وطاعة الحضرة العلية، فإنهم كانوا فى الباطن يبحثون بالطبع عن هذا النوع من الوسائل عن طريق الإهمال والتهاون فى تنفيذ الخدمات السلطانية والتعلل والتكاسل فى تقديم الواجبات والضرائب الديوانية «1» وفى خلال هذه الأحوال، كان ملك الملوك الفريد مشغولا بإخضاع خراسان، حيث عرضوا كيفية هذه الأخبار على الواقفين بسلم السرير المشبه بالعرش، وكان وصول هذه الأخبار مقترنا مع بشرى إخضاع مشهد المقدسة الرضوية واختلط هذا الشهد وذاك السم معا على النحو الذى وجد تدوينه.

وفى ذلك الأوان، أسرع النواب نائب السلطنة مع الجيش اللامحصور إلى أذربيجان وأحاط بأطراف قلعة إيروان، وتفصيل تلك القصة سوف نشرحها عن قريب بمعاونة أقلام التدوين، ونوضح كيفية ذلك عيانا على وجه الإجمال، وذلك بعون الله الملك المنان.

مخ ۱۴۴