والخلاصة أن ألكسندر باوليتش وقع مثل كاترين الثانية فى فكرة كسر العهود القديمة مع دولة [ص 108] إيران، وفى ذلك الأوان توجه أركلى خان إلى طريق الآخرة، وحدث الخلاف والنفاق بين جورجين خان [جورجى الثانى عشر] ابنه الأكبر وسائر أولاده، وأسرع ابنه ألكسندر ميرزا إلى الدولة العلية إيران، فوجد الإنعام والإحسان، وبصدد إكرامه أعلى ألكسندر باوليتش ملك روسيا جرجين خان وأرسل أحد وزرائه- الذى كان باسم سبانلو [سيسسانوف] ومشهورا فى إيران بإيشبخدر «1» وهو قائد صاحب عزم وغيور ومغرور ومعروف بالشدة والطيش ومشهور بالجلادة والشجاعة مع جمع من العساكر وفرسان القوزاق وعدة عربات من المدفعية إلى تفليس، وأغمض جورجين خان أيضا عينه عن مراقبة عواقب الأمور بسبب حماقته، ووضع على عنقه طوق الخضوع لتلك الجماعة، وسلم مدينة تفليس المشبهة بالجنة إلى سيطرة مسئولى الدولة الروسية، وهو فى الواقع أشعل النار بيده وأحرق أسرته وجمعا من الناس، وبالمصاحب لهذا الحال اختطف ذئب الأجل جورجين خان [فى عام 1215 ه. ق]، وبعد اكتساب هذا النوع من سوء السمعة لم يقبل حسابه من فمه ورحل من دار الاحتساب هذه وبقيت منه الأسطورة والسيرة. وبعد وفاة جورجين خان، أرسل إيشبخدر قائد روسيا" ده ده فال" زوجة ذلك القبيح السريرة مع عدد من أولاده وأهله إلى مكان عرش ملك روسيا وهم فى حالة اختلال كامل ومثل الأسرى، وفى وقت إرسالها، كان قد ذهب إليها الجنرال" لاجار" قائلا لها: الآن يجب أن تسيرى ودون إمهال وإهمال، وبناء على تعلل" ده ده فال" كان الجنرال قد تقدم مصمما أن يقبض يدها ويسيرها عنفا، فتصادف أن كان لده ده فال تحت اللباد خنجر- الذى يقال له قمة «2»، وفى ذلك الحال سحبت القمة وضربت الجنرال لاجار وقتلته، وفر طهمورث ميرزا ابنها من الكرجستان، وتوجه بوجه الحاجة إلى بلاط ملك الملوك المظلوم فى الإحسان، وسقطت من جذورها أسرة أولاد والى تفليس ذات السنين العديدة، ورحلوا الجميع ونقلوهم إلى" بطرس بورج" ولم يبق من سلسلتهم أثر. ومع أن أركلى خان وجورجين خان كانا من جملة حكام [ص 108] تلك الناحية الذين أساءوا لشرفهم بالخضوع للجيش الأجنبى فى موطئ قدم الدولة المسيحية وكان لهم قدم السابقون السابقون أولئك المقربون «3»، فكان الجزاء لأسبقية خدمتهم أنه لم يبق لهم أثر منهم ومن أولادهم فى الكرجستان.
مخ ۱۴۲