[ذكر موت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -]
أقول وبالله التوفيق: إن الشروع في تفسير ما أودعه السيد منظومته من سيرة موت النبي وما تلا ذلك من الوقائع، والحوادث، وقيام الأئمة والمقتصدين من هذا المكان على سبيل الاختصار إذ لا طريق إلى غير ذلك من البسط؛ لأنه كان يؤدي إلى أن شرح هذه المنظومة يفوق مائة مجلد، ودليل ذلك أنه ذكر فيها من ولي الأمر من لدن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا الوقت الذي رقم فيه هذا المختصر، وهو عام سنة تسع وتسعين وثمانمائة، ووقع فترات كثيرة في جمعه حتى كمل في شعبان من سنة ست عشرة وتسعمائة، وكل واحد ممن ذكره السيد قد سيرت سيرته منهم من احتوت على مجلدين، ومنهم من احتوت على أكثر وأقل، وعلى هذا فقس.
قال ابن إسحاق : في مغازيه بعد أن استكمل ذكر غزوات النبي وسراياه: وكان آخر سراياه سرية أسامة بن زيد إلى الشام فتجهز أسامة، وأوعب معه المهاجرون الأولون.
قال: فبينا الناس على ذلك ابتدأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشكواه التي قبضه الله فيها إلى ما أراد به من رحمته وكرامته في ليالي بقين من شهر صفر، أو في أول شهر ربيع الأول، فخرج إلى بقيع الغرقد في جوف الليل فاستغفر لهم، ثم رجع إلى أهله فأصبح مريضا.
مخ ۱۶۸