فصل: في ذكر ذي رعين
وهو ذو رعين الأصغر بن عمرو بن شمر، من ذرية ذي رعين الأكبر.
قالت الرواة: إن أسعد [تبع] كان له ولدان أحدهما: حسان، والآخر عمرو، وإن الذي ولي الأمر بعد أسعد هو حسان فدوخ البلاد شرقا، وغربا، وهو المبيد لجديس باليمامة.
قالوا: ولما فرغ حسان من إهلاك جديس نهض يريد العراق، فصعب ذلك على حمير، وعلموا أنه لا ينتهي في غزوه حتى يبلغ بهم حيث بلغ أبوه وجده، وأنه سيبلغ بهم الصين، وبلاد الروم وغيرها؛ فشق ذلك عليهم فاختلفوا إلى أخيه عمرو بن أسعد، فسألوه أن يرد أخاه عن سفره، فقال لهم عمرو: إنه لا يقبل، فقالوا له: إن أبى فاقتله وتملك علينا، وقد كان حسان قال بعد قتل جديس:
من كان يأمل أن يؤ
ب فلست من سفري بآيب
فتجهزي وتحملي
يا يمن يا خير الركائب
فلقد وطئت بها اليمامة
حاجبا من بعد حاجب
سيري إلى هجر
لتحوي منهم خير الحقائب
وتوجهي نحو العراق
بكل سياف وناشب
حتى نبيد ملوكهم
أهل الأكالك والعصائب
ثم إن حمير حلفت لعمرو، وبقي منهم ذو رعين وهو خال عمرو، ونهاه عن قتل أخيه، وقال: إنك تندم فأبى؛ فأكره خاله على الدخول فيما دخلت فيه حمير، فقال له: على شريطة أنك تحفظ لي وديعة تجعلها عند بعض خدمك، وتشدد عليه في حفظها، فقال [له] : نعم. فكتب ذو رعين هذين البيتين في ورقة فدفعهما إليه، وقال:
ألا من يشتري سهرا بنوم
قليلا ما يبيت قرير عين
مخ ۱۶۰