وقد كان اجتمع أهل اليمن في لقاء سيف فحضروا الوقعة معه، فقتلت الحبشة قتلا عظيما، وملك من سلم منهم من القتل، وقد كان كسرى عهد إلى وهرز، وأعطاه تاجا وخلعة من خلعه ومنطقه، وقال له: إذا صرت إلى اليمن فاسأل أهل اليمن عن هذا الرجل يعني سيفا، فإن كان من الملوك فسلم له الأمر وألبسه التاج والخلعة والمنطقة، وإن لم يكن من الملوك فابعث إلي برأسه، واضبط البلاد إلى أن يأتيك أمري، فلما اجتمع أهل اليمن سألهم وهرز عن سيف؟ فقالوا: ملكنا وابن ملكنا، والقائم بثأرنا؛ فألبسه التاج والخلعة والمنطقة، وسلم له الأمر، [وسيف هذا هو القائل] :
ولقد سموت إلى الحبوش بعصبة
أبناء كل غضنفر أسوار
من كل أبيض في الحروب كأنه
ليث ببيشة شابك الأظفار
خيمت في لجج البحار فلم يكن
للناس غير تزحم الأخبار
قالوا: ابن ذي يزن يسير إليكم
فحذار منه ولات حين حذار
والعام عام قدومه ولعله
نابت عليه نوائب الأقدار
حتى إذا أمنوا المغار عليهم
وافيت بين كتائب الأحرار
ما زلت أقتل فلهم وشريدهم
حتى اقتضيت من العبيد بثار
وسيف هذا هو الذي وفد عليه عبد المطلب بن هاشم في وجوه قريش، ووجوه قبائل العرب يهنؤنه بالظفر على العبيد، وبشر سيف عبد المطلب بابن ابنه محمد ، وكان مولودا [في وقته] وكان في الوفد أمية بن أبي الصلت الثقفي فقال فيه:
لا ينقم الثأر إلا كابن ذي يزن
في البحر خيم للأعداء أحوالا
أتى هرقل وقد شالت نعامته
فلم يجد عنده النصر الذي سالا ثم انثنى نحو كسرى بعد سابعة
من السنين لقد أيغلت إيغالا
مخ ۱۵۸