فقال الملك: أترى أحدا من الناس أعطي فهم هذا الصوت، فقال المؤبذ:أنا -أيها الملك- ممن خصه الله بذلك، فقال له: فما يقول هذا؟ وما يقول الآخر؟ فقال: هذا بوم ذكر يخاطب بومة أنثى، ويقول لها: أمتعيني من نفسك حتى يخرج بيننا أولاد يسبحون الله، ويبقى لنا في العالم ذكر، وعقب يكثرون الترحم علينا، فأجابته البومة: إن الذي دعوتني إليه هو الحظ الأكبر، والنصيب الأوفر في العاجل والآجل إلا أني أشترط عليك خصالا إن أنت أعطيتها أجبتك إلى ذلك.
فقال لها الذكر: وما تطلبين مني؟ فقالت: أن تعطيني من خرابات أمهات الديار عشرين قرية مما خرب في دولة هذا الملك السعيد، فقال له الملك: فما قال لها الذكر؟ فقال المؤبذ: كان من قوله لها: إذا دامت أيام هذا الملك السعيد أقطعتك منها ألف قرية، فما تصنعين بها؟ قالت: في اجتماعنا ظهور النسل وكثرة الولد، فنقطع كل واحد من أولادنا قرية من هذه الخرابات، فقال لها الذكر: هذا أسهل أمر سألتيه، وأنا ملي بذلك.
مخ ۱۳۳