وأما الحلم والصفح: فكان أحلم الناس عن ذنب، وأصفحهم عن مسيء، وقد ظهر [من صفحه ما كان] يوم الجمل حين ظفر بمروان بن الحكم وكان أعدى الناس له، وأشدهم بغضا [له] فصفح عنه، وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الأشهاد، وخطب يوم البصرة فقال:" قد أتاكم الوغد اللئيم علي بن أبي طالب، وكان [علي] -عليه السلام- يقول: ما زال الزبير منا أهل البيت حتى شب [ابنه] عبد الله، فظفر به يوم الجمل، وأخذه أسيرا، وصفح عنه، وقال: إذهب فلا أرينك، ولم يزده على ذلك[وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة وكان له عدوا فأعرض عنه ولم يقل له شيئا] وقد علمتم ما كان من عائشة في أمره، فلما ظفر بها أكرمها، ونفذ معها إلى المدينة بسبعين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم وقلدهن بالسيوف، فلما كانت ببعض الطريق ذكرته بما لا يجوز أن يذكر به وتأففت وقالت: هتك ستري برجاله وجنده الذين وكلهم بي، فلما وصلت[إلى] المدينة ألقى النساء عمائمهن، وقلن لها: إنما نحن نسوة،
مخ ۱۰۲