مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
قالوا: فحين عزم على العودة إلى المدينة أقبلت إليه الشيعة وغيرهم يبايعونه، حتى أحضر إليه ديوان خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المدائن، والبصرة، وواسط، والموصل، وخراسان، والري، وجرجان، وأقام بالكوفة سبعة عشر شهرا، وأرسل دعاته إلى الآفاق كما ذكر الناظم، ولما دنا خروجه أمر أصحابه بالاستعداد، فجعل من يريد أن يفي له يستعد، وشاع ذلك فانطلق سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر فأخبره [ذلك] فبعث من يطلبه ليلا فلم يوجد عند الرجلين الذين سعى إليه أنه عندهما، فأتى بهما يوسف، فلما كلمهما استبان له أمر زيد وأصحابه، فأمر بهما يوسف فضربت أعناقهما، فبلغ الخبر زيدا فتخوف أن يؤخذ عليه الطريق، فخرج قبل الأجل الذي ضربه لأهل الأمصار، وكان قد وعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة، فأصبح زيد ومن انضم إليه في تلك الليلة وهم مائتان وثمانية عشر رجلا، فقال زيد: سبحان الله!!، أين الناس؟ فقيل له:هم محصورون في المسجد، قال: لا، والله ما هذا لمن بايعنا بعذر، ثم بعد ذلك وقع القتال بينه وبين القوم، وأبلي في تلك الوقعة بلاء ظاهرا حتى إذا كان جنح الليل رمي -عليه السلام- بسهم، فأصاب جبهته اليسرى، فترك السهم على حاله، فرجع ورحل أصحابه، ولا يظن أهل الشام أنه رجع إلا للمساء بالليل، فأمر للطبيب، فقال له: إن نزعتها مت من ساعتك، فقال -عليه السلام-: الموت أهون علي مما أنا فيه، فعهد عهده، وأوصى وصيته، ولما فرغ من ذلك نزعت النشابة منه، فقضى نحبه -سلام الله عليه-، وذلك عشية الجمعة لخمس بقين من المحرم سنة 122 على ما قال الفقيه حميد في (الحدائق الوردية) على الأصح.
مخ ۲۷۶