مآثر الابرار
مآثر الأبرار
ژانرونه
وروي أن عليا -عليه السلام-: خطب خطبة على منبر الكوفة، وذكر أشياءا وفتنا، حتى قال: يملك هشام تسع عشرة سنة، وتواريه أرضا رصافة رصفت عليه النار، مالي ولهشام جبار عنيد، قاتل ولدي الطيب المطيب، لا تأخذه رحمة ولا رأفة، يصلب ولدي بكناسة الكوفة، زيد في الذروة الكبرى من الدرجات العليا فإن يقتل زيد فعلى سنة الله... الحديث واختلف في سبب ظهوره، فقال في (الحدئق الورديه): السبب في ذلك أن هشاما[لعنه الله] ألزمه الخروج من الشام، وقد وصل إليه إلى هناك هو وخصوم معه ادعى عندهم مالا، فألزمهم هشام بن عبد الملك الخروج إلى العراق، والوالي بها يومئذ يوسف بن عمر بن محمد الثقفي في قصة طويلة، خلاصتها: أنه لما وقع فصل القضية أراد زيد الرجوع إلى المدينة، فأتته الشيعة، وقالوا: أين تخرج عنا -يرحمك الله-، ومعك مائة ألف سيف من أهل الكوفة، والبصرة، وخراسان يضربون بها بني أمية دونك، وليس قبلنا من أهل الشام إلا عدة يسيرة، فأبى عليهم، فلم يزالوا يناشدونه، حتى رجع بعد أن أعطوه العهود والمواثيق، فقال له محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب وقد كان من جملة من خرج معه من عند هشام لتلك الخصيمة : أذكرك الله -أبا الحسين- لما لحقت بأهلك، ولم تقبل قول أحد[من] هؤلاء، فإنهم لا يفون لك، وإنهم أصحاب جدك الحسين، قال: أجل، وهم بالرجوع إلى المدينة، وقيل: بل أصرم على رأيه، وأنشد أبياتا ستأتي في سياق ذكر من قال: إن السبب في خروجه لا على هذه الصفة.
مخ ۲۷۵