180

[ذكر الحول وماهيته وما يشبهه من عاهات الملوك]

وإذ قد عرض ذكر الحول، فلنذكر ما هيته، وشيئا مما قيل فيه، وفيما هو يشبهه من عاهات الملوك، والرؤساء، أما ماهيته فقال بعضهم: إنه تغير في الحدقة، بحيث يرى من هو به الشخص شخصين، وحكي أن بعضهم ذكر هذا المعنى وكان له ولد أحول، فقال: يا أبت، لو كان ذلك صحيحا لرأيت هذين الديكين أربعة، وما ثم إلا ديك واحد؛ فضحك أبوه والحاضرون، وقال بعضهم: إن الأحول يرى الشيء شيئين ليس على إطلاقه، بل إنما ذلك إذا كان حوله هو اختلاف إحدى الحدقتين بالانخفاض والارتفاع، وأما إذا كان سبب اختلاف العينين يمنة ويسرة فلا.قال: وإنما يؤيد ذلك أن الإنسان إذا غمز إحدى حدقتيه حتى تخالف الأخرى يمنة أو يسرة؛ فإنه يرى الشيء شيئين وقد أحسن بعض الأدباء إذ يقول:

يجىء إلينا بالقليل يظنه

كثيرا وليس الذنب إلا لعينيه

ومن سوء حظي أن رزقي مقدر

براحة شخص يبصر الشىء مثليه

والحول من جملة العاهات.

قالوا: وأصحاب العاهات من الملوك: الأسكندر كان أخنف أنو شروان كان أعور، يزدجر كان أعرج، جذيمة الوضاح كان أبرص، النعمان بن المنذر[كان] أحمر العينين والشعر، عبد الملك بن مروان كان أبخر، يزيد بن عبد الملك كان أفقم أخوه هشام المذكور أحول، مروان الحمار كان أشعر أزرق، عبد الله بن الزبير كوسج موسى الهادي كانت شفته العلياء[كان] فيها تقلص، وكان أبوه المهدي قد رأيت معه خادما يلازمه متى غفل وفتح فاه. قال: موسى أطبق؛ فجرى عليه هذا النبز موسى أطبق.

مخ ۲۷۳