179

[قالوا] : وقد كان رأى تلك الليلة رسول الله آخذا بيده فأدخله الجنة فزوجه حوراء. قال: فواقعتها [فعلقت] فصاح بي رسول الله : يا علي، سم المولود منها زيدا، قال: فما قمنا حتى أرسل[لي] المختار بأم زيد، وكانت ولادته -عليه السلام- سنة 75 وكان يشبه بأمير المؤمنين في الفصاحة، والبلاغة، والبراعة، وكان يعرف في المدينة: بحليف القرآن.

قال خالد بن صفوان : انتهت الفصاحة، والخطابة، والزهادة، والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي -عليه السلام-، قال: شهدته عند هشام وقد تضايق به مجلسه وهو يخاطبه وروي أنه دخل عليه يوما وعنده يهودي، فأخذ اليهودي يسب رسول الله ويتبجح، ويتكلم في تلك الحضرة فزجره زيد، فقال هشام: لا تؤذينا في مجلسنا وجليسنا والقصة مشهورة، فخرج زيد مغاضبا مغتاظا مما شاهد وكان ذلك أحد الأمور الداعية [له] إلى القيام، والدعاء إلى الله، وهذا معنى قول السيد صارم الدين: وصغر الأحول؛ لأن هشاما كان أحولا، وقد أشار إلى هذا الفرزدق في قوله:

أيحبسني بين المدينة والتي

إليها جميع الناس مهوى منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد

وعينا له حولاء باد عيوبها

مخ ۲۷۲