160

وكان يشبه النبي من سرته إلى قدمه، وكان شديد البياض حتى أنه [كان] يهتدى إلى موضعه في الليل المدلهم؛ لشدة بياض وجهه ونحره وكيف لا وهو ابن محمد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، وخامس أهل الكساء، الذين شهد بتطهيرهم التنزيل، وأثنى عليهم الملك الجليل. قال الله تعالى: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا }[الأحزاب:33] فهم المطهرون من الأدناس، ومفضلون على جميع الجنة والناس، ولله القائل:

بأبي خمسة هم جنبوا الرج

س كرام وطهروا تطهيرا

أحمد المصطفى وفاطم أعني

وعليا وشبرا وشبيرا

من تولاهم تولاه ذو العر

ش ولقاه نظرة وسرورا

وعلى مبغضيهم لعنة الل

ه ولقاهم المليك سعيرا

وعن النبي أنه قال: ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط)). وبويع -عليه السلام- وانتصب للأمر عند ورود نعي معاوية إلى المدينة، وطلب أن يبايع ليزيد، فخرج ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، فدخل مكة ليلة الجمعة لثلاث خلون من شعبان، ووردت عليه كتب أهل الكوفة كتاب بعد كتاب إلى مكة بالبيعة له في ذي الحجة من هذه السنة.

مخ ۲۵۳