148

[ذكر استشهاد أمير المؤمنين علي - عليه السلام -]

وأما البيت الثاني في منظومة السيد، فشرحه: أن عبد الرحمن بن ملجم المرادي اللعين، كان يسمى أشقاها، أي أشقى أمة النبي ، وذلك لما روي عن النبي أنه قال لعلي -عليه السلام-:((من أشقى الأولين والآخرين))؟ فقال: الله ورسوله أعلم، فقال:((أشقى الأولين عاقر الناقة، وأشقى الآخرين الذي يضربك يا علي)) وأشار إلى حيث يضرب.

وروي أن عليا -عليه السلام- اشتكى شكوى -أي مرض- فلما شفي، قالوا له: لقد خفنا عليك، قال: ما خفتم علي؟ قالوا: الموت، قال : لعمري ما من الموت أمان، ولكن حدثني الصادق المصدوق : ((أني لن أموت حتى تخضب لحيتي هذه من دم رأسي، يضربني أشقى هذه الأمة، كما عقر ناقة الله أشقى ثمود)).

وروى الحاكم أبو سعيد عن عبد الله بن يشيع، قال: خطبنا أمير المؤمنين، وقال: فيما عهد إلي رسول الله :((لتخضبن هذه من دم هذا )) فقالوا : يا أمير المؤمنين، ألا تخبرنا به لنبيد عترته، قال : أنشد الله امرءا قتل غير قاتلي.

وروي أنه كان إذا رأى ابن ملجم، تمثل بقول عمرو بن معدي كرب:

أريد حياته ويريد موتي

عذيرك من خليلك من مراد

فيقول له أصحابه: هلا تقتله؟ فيقول: كيف أقتل قاتلي، وتارة يقول: إنه لم يقتلني فكيف أقتل من لم يقتلني.

وروي أنه لما خرج إلى صرح المسجد تصايح البط خلفه فزجرهن بعض الحاضرين، فقال: دعوهن فإنهن نوائح.

مخ ۲۴۱