118

وفي الحديث، عن أبي هريرة، أن رسول الله قال:((إن الله يحب من خلقه الأصفياء، الأخفياء، الأبرياء الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخميصة بطونهم، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذنوا)) -إلى أن قال- قالوا: يا رسول الله، كيف لنا برجل منهم؟ فقال: ((ذلك أويس القرني)). قالوا: وما أويس القرني؟ قال: ((أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين، معتدل القامة، آدم[اللون] شديد الأدمة، ضارب بذقنه، رام بصره إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يبكي على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له، ذو مئزر صوف، ورداء صوف، مجهول في أهل الأرض، معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله لأبره، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة، وقيل لأويس: قف فاشفع ؛ فيشفع في مثل ربيعة ومضر، يا علي ويا عمر إذا أنتما لقيتماه، فاطلبا إليه أن يستغفر لكما)).

قال: فكانا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه؛ فلما كان في آخر السنة التي هلك فيها عمر، قام على[جبل] أبي قبيس فنادى بأعلى صوته: يا أهل اليمن، أفيكم أويس [القرني] ؟ فقام إليه شيخ كبير، طويل اللحية فقال: إنا لا ندري ما أويس، ولكن ابن أخ لي يقال له: أويس، وهو أخمل ذكرا، وأقل مالا، وأهون أمرا من أن نرفعه إليك، وإنه يرعى إبلنا، حقير بين أظهرنا، فعمى عليه عمر كأنه لا يريده، فقال: أين ابن أخيك هذا؟ أيخدمنا هو؟ قال: نعم.

مخ ۲۱۰