What Ibn al-Qayyim Narrated from Shaykh al-Islam
ما رواه ابن القيم عن شيخ الإسلام
خپرندوی
دار القاسم
د چاپ کال
۱۴۲۷ ه.ق
ژانرونه
سياقاً ودلالةً، فتأمله ولا يقال في التهديد هذا طريق مستقيم عليّ لمن لا يسلكه، وليست سبيل المهدد مستقيمة فهو غير مهدد بصراط الله المستقيم وسبيله التي هو عليها ليست مستقيمة على الله، فلا يستقيم هذا القول ألبتة.
وأما من فسره بالوجوب، أي عليَّ بيان استقامته والدلالة عليه فالمعنى صحيح، لكن في كونه هو المراد بالآية نظر لأنه حذف في غير موضع الدلالة ولم يؤلف الحذف المذكور ليكون مدلولاً عليه إذا حذف، بخلاف عامل الظرف إذا وقعٍ صفة فإنه حذف مألوف معروف حتى إنه لا يذكر ألبتة، فإذا قلت له: (درهم (علي) كان الحذف معروفاً مألوفاً، فلو أردتِ (عليَّ نقده) أو (عليَّ وزنه وحفظه) ونحو ذلك وحذفت لم يسخ وٍهو نظير (عليَّ بيانه) المقدر في الآية، مع أن الذي قاله السلف أليق بالسياق وأجلّ المعنيين وأكبرهما.
وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية - رضي الله عنه - يقول: وهما نظير قوله تعالى ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَّلْهُدَى (١٢) وَإِنَّ لَنَا لَلَآخِرَةَ وَالأُولَى (١٣)﴾ [الليل: ١٣].
قال: فهذه ثلاثة مواضع في القرآن في هذا المعنى.
قلت: وأكثر المفسرين لم يذكر في سورة ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾ [الليل: ١] إلا معنى " الوجوب أي علينا بيان الهدى من الضلال، ومنهم من لم يذكر في سورة النحل إلا هذا المعنى كالبغوي وذكر في الحجر الأقوال الثلاثة وذكر الواحدي في بسيطه المعنيين في سورة النحل.
واختار شيخنا قول مجاهد والحسن في السور الثلاث. [مدارج السالكين/ ١٥١]
٨- معنى الاستقامة:
قال ابن القيم - رحمه الله -:
وقال تعالى: ﴿وَأَن لَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لِأَسْقَيْنَاهُم مَّاءٌ غَدَقًا﴾ [الجن: ١٦]، سُئل صديق الأمة وأعظمها استقامةً أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - عن الاستقامة فقال: (أن لا تشرك بالله شيئا) يريد الاستقامة على محض التوحيد.
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: (الاستقامة: أن تستقيم على الأمر والنهي ولا تروغ روغان الثعالب).
وقال عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: (استقاموا: أخلصوا العمل لله).
16