وتسأل سوزان: «ألا نستطيع؟»
ويقول طه حسين: «لا سبيل للوصول إليهم إلا بالطيارة! ولولا ذلك لأسرعت بالسفر لأني أريد أن أزورهم، ولأني أريد أن أزور إيران أيضا؛ الحضارة الإسلامية والعربية ملأى بأسماء من إيران، وكل اسم من أسماء هذه المدن يثير في النفس الذكريات، تذكرين الأبيات التي كنت أغنيها لحسن؟
ألا يا أيها الساقي أدر كاسا وناولها
كه عشق أسان نمود أول ولي افتاد مشكلها»
وتسأل سوزان: «هذا شعر شاعر فارسي؟»
ويقول طه: «نعم، شعر حافظ الشيرازي، وشعراؤنا العرب زاروا إيران أيضا وتغنوا بجمالها، المتنبي ركب حصانه هناك وسار في واد اسمه «شعب بوان»، فتن بالأرض الخضراء حوله ترتفع جبالا، والماء يسيل منها إلى الوادي، فدفعه ذلك إلى مخاطبة حصانه.»
وتتساءل سوزان: «إلى مخاطبة حصانه؟!»
ويقول طه: «نعم، والمهم أن حصانه قد رد عليه.»
وتسأل سوزان: «رد عليه بالعربي؟! ولكن ألم يكن الحصان فارسيا؟!»
ويقول طه حسين: «تذكرين عندما أخذنا أمينة وهي صغيرة إلى فرنسا لأول مرة؟»
ناپیژندل شوی مخ