171

ما بعد الايام

ما بعد الأيام

ژانرونه

ويقول طه حسين: «حاولت جهدي أن أتخلص من المطوفين والمزورين ولكن محاولاتي ذهبت هباء، ووجدتني بين أيديهم أردد بلا وعي ما يقولونه، ووجدتني في الوقت نفسه وحدي وإن كنت في صحبتهم، كنت شخصية واعية بلا كلام، وشخصية متكلمة بلا وعي؛ كانت الشخصية المتكلمة تردد كلام المطوفين والمزورين، وكانت الشخصية الواعية بلا كلام تناجي ربها في صدق وصمت وخشوع.»

ويسأل كامل الشناوي: «وبماذا ناجيت ربك في صمت وصدق وخشوع؟»

ويقول طه حسين: «بدعاء سبق أن ألقيته في فلورنسا، فأثار الدموع في عيون السامعين من غير المسلمين، وأثار الشوق في قلبي أنا لزيارة مدينة الرسول.

أوله: اللهم لك الحمد.

وآخره: أنت إلهي لا إله إلا أنت. أنت نور السموات والأرض.» •••

بعد خروج الأستاذ كامل الشناوي دخلت السيدة سوزان تسأل زوجها: «طال الحديث، أثقل عليك؟»

ورد طه حسين: «لا، لم أحس بطول الحديث، كنت أتحدث عن رحلة الحجاز، أجد في نفسي راحة كبيرة عندما أتحدث عنها فلا أحس بأن الوقت قد طال. تذكرين ما كتبته إليك وأنا هناك؟ لقد كتبت إليك: «إن الإسلام هو دين الصفاء.»

وتقول السيدة سوزان: «نعم، أنت سعيد برحلتك إلى السعودية وأنا سعيدة بسعادتك، ولكن الآن أريد أن أحدثك في موضوعات أرضية؛ أولا: موضوع البيت الذي نبنيه في طريق الهرم ومشاكل المباني المتعبة، الحلم ببناء المنزل كان حلما كله سعادة، تحقيق الحلم أو خطوات تحقيق الحلم كلها متاعب، وأخشى أنك لا بد أن تشاركني في البحث عن الحلول. ثانيا: أريد أن تملي علي رد خطاب الدعوة لحضور مؤتمر البندقية، وهناك أيضا دعوة لمؤتمر في بيروت عن «مهمة الجامعة في العالم العربي».»

ويقول طه حسين: «نعم هذه دعوة قديمة ومهمة، الجامعة في العالم العربي موضوع حيوي، وقد سبق أن قبلت الدعوة لأهمية هذا الموضوع.» •••

يخرج الدكتور طه من قاعة الاجتماع في بيروت، ويلتف حوله عدد من الشباب اللبنانيين يسألونه عن اللغة العامية والأدب العامي ...

ناپیژندل شوی مخ