راسلها ويغازلها . فنظرت ابنة ملك الروم إلى امرىء القيس (فأعجبها جماله وهيبته ولبسته فعشقته ، وكانت تبعث إليه) بألطاف (1) من طيب وجوهر وغير ذلك . فيحبسها الطماح ويجيب عنه . ويوهمها أن امرأ القيس لا تحب أن يظهر نفسه وأن الطماح واسطة بينهما . حتى إذا شخص امرؤ القيس عن ملك الروم بكتبه إلى جنده بالشام فى إنجاد امرىء القيس ، تخلف الطماح عن امرىء القيس متمارضا .
ثم دخل إلى ملك الروم فقال له : إن هذا العربى قد فعل فعلا يحب به قتله . فإن أمننى الملك خبرته بغشه له ، فأمنه الملك على نفسه ، فأخرج إليه ما كانت ابنة الملك تهدى إلى امرىء القيس . فلما رأى ذلك الملك صدق الخبر وقرر ابنته فقتلها . ووحه خلف امرىء القيس بخلع مسمومة ، وأمر رسوله أن يلبسها امرأ القيس . فلحقه الرسول بأنقرة فالبسه الخلع على حلده ، وسقاه الخمر حتى سكر فبات فى الحلع ، ثم أفاق وقد دب السم فى بدنه (12) فقرح جلده تساقط لحمه ، فمات هناك . وهو الذى يقول في مرضه :
بقد طمح الطمئاح من بعد أرضه
ليلبسني من دائه ما تلبسا()
فلو انها نفس تموت سوية
ولكنها نفس تساقط أنفسا
وكانت كندة ملوك اليمن(1) ، فلم يقم لها بعد موت امرئ القيس قائمة
مخ ۸۹