لى محمد صلى الله عليه وسلم يقتلهم . قروا رأيكم ولا تقاتلوا مع أبى سفيان أصحابه ، حتى تأخذوا منه الرهن ، فإنكم إن لم تقاتلوا محمدا صلى الله عليه وسلم انصرف أبو سفيان بن حرب ، تكونوا مع محمد صلى الله عليه وسلم على موادعتكم الأولى ، قالوا : نرجو ذلك يا نعيم ، قلت : نعم . قال كعب : فإنا لا نقاتله والله أبدا ، والله لقد كنت لهذا كارها ، ولكن حيي بن أخطب رجل مشؤوم . قال الزبير بن باطا : إن انكشفت قريش وغطفان عن محمد صلى الله عليه وسلم لم يقبل منهم إلا السيف ، قال نعيم : قلت : لا تخشين ذلك يا أبا عبد الرحمن . قال الزبير : بلى ورب التوراة ، ولو أصابت اليهود رأيها وقد لحم الأمر لتخرجن إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا تطلبوا من قريش رهنا مانها لا تعطينا رهنا أيدا ، وعلام تعطينا رهنا وعددهم أكثر من عددنا ، ومعهم كراع ولا كراع معنا ، وهم يقدرون على الهرب ونحن لا نقدر عليه . وهذه غعطفان تطلب إلى محمد صلى الله عليه وسلم (أن يعطيها بعض تمر الأوس الخزرج وتنصرف ، فأبى محمد صلى الله عليه وسلم) إلا السيف(1) ، وهم نصرفون بغير شىء .
فلما كانت ليلة السبت ، كان مما صنع الله عز وجل لنبيه عليه السلام أن قال أبو سفيان : يا معشر قريش، إن الجناب قد أجدب وهلك الكراع والخف ، وغدرت يهود وكذبت ، وليس هذا يخير مقام ، فانصرفوا . قالت قريش : فاعلم يهود واستكشف خبرهم . فبعثوا عكرمة بن أبي جهل حتى أتى بنى قريظة
مخ ۸۳