قال: الباب الرابع في متعلقات الفعل أقول: المتعلقات جمع متعلق بكسر اللام وفتحها: المعمولات التي تتعلق بالفعل أي يرتبط معناها به كالمفاعيل وشبهها من حال وتمييز، والمقصود من هذا الباب بيان أحوالها من ذكر وحذف وتقديم وتأخير ونحو ذلك، وحكم أحوال معمولات ما يعمل عمله كاسم الفاعل كذلك، واقتصروا في الترجمة على الفعل لأصالته في العمل.قال :
والفعل مع مفعوله كالفعل مع = فاعله فيما له معه اجتمع
والغرض الإشعار بالتلبس = بواحد من صاحبيه فائتس
أقول: الفعل مع المفعول كالفعل مع الفاعل في أن الغرض من كل منهما إفادة التلبس به لا إفادة وجوده فقط، وإلا لقيل وجد الضرب مثلا، إلا أن جهة التلبس مختلفة، ففي الفاعل من جهة وقوعه منه وفي المفعول من جهة وقوعه عليه، والمميز لذلك الرفع في الأول والنصب في الثاني، فقوله فيما له معه اجتمع أي في الغرض الذي لأجله اجتمع، فضمير له عائد على الموصول واللام للتعليل وضمير له معه عائد إلى الفعل أو الفاعل وفاعل اجتمع إما يعود إلى الفعل أو الفاعل على التقديرين أيضا وصاحبيه أي الفعل المراد بهما الفاعل والمفعول.قال:
وغير قاصر كقاصر يعد = مهما يك المقصود نسبة فقد
أقول: الفعل إما أن يكون قاصرا أي غير متعد أو لا الأول يقتصر على ذكر فاعله معه نحو قام زيد والثاني أي المتعدي إما أن يقصد الإخبار بالحدث في المفعول دون الفاعل فيبنى للمفعول نحو ضرب عمرو، أو يقصد إثباته لفاعله أو نفيه عنه من غير اعتبار تعلقه بمفعول، فينزل منزلة القاصر ولا يقدر المفعول، لأن المقدر كالموجود نحو قوله تعالى {قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون} أي هل يستوي من ثبتت له حقيقة العلم ومن لم تثبت له؟ والاستفهام إنكاري أي لا يستوي، وقوله فقد بمعنى حسب.قال:
ويحذف المفعول للتعميم = وهجنة وفاصلة تفهيم
من بعد إبهام ولاختصار = ك"بلغ المولع بالأذكار"
مخ ۶۸