أقول: المسند قد يعرف لقصد قصره على المسند إليه تحقيقا كقولك زيد الأمير إذا لم يكن أمير غيره، أو مبالغة كقولك زيد الفقه أي الكامل في الفقه كأنك لم تعتد بفقه غيره، ومنه مثال المصنف.
قال:
وجملة لسبب أو تقوية = ك"الذكر يهدي لطريق التصفية"
أقول: البحث السابع في كون المسند جملة، وذلك إما لكونه سببا أو مشتملا على السبب وهو ضمير المسند إليه، لأنه سبب لربط الجملة به نحو زيد قام أبوه، وإما لتقوية الحكم بنفس التركيب أي لا بالتكرير والأداة نحو أنا قمت، ومنه مثال المصنف، ولا يشترط في الجملة أن تكون خبرية، وجملة معطوف على معلقا.قال:
واسمية الجملة والفعلية = وشرطها لنكتة جلية
أقول: اسمية الجملة وفعليتها وشرطيتها لما مضى من أن الاسمية للدوام والثبوت، والفعلية للتجدد والحدوث، والشرطية للاعتبارات المختلفة الحاصلة من أدوات الشرط إلى آخر ما تقدم.قال:
وأخروا أصالة وقدموا = لقصر ما به عليه يحكم
تنبيه او تفاؤل تشوف = ك"فاز بالحضرة ذو تصوف"
أقول: البحث الثامن في تقديمه وتأخيره، فتأخيره للأصل، وينبغي إذا كان ذكر المسند إليه أهم، وتقديمه إما لقصره على المسند إليه نحو {لا فيها غول} بخلاف خمر الدنيا ولذا لم يقدم في قوله {لا ريب فيه} بان يقال لا فيه ريب لئلا يفيد ثبوت الريب في سائر كتب الله تعالى أو للتنبيه على أنه خبر من أول وهلة لا نعت نحو:
له همم لا منتهى لكبارها
إذ لو قيل همم له توهم أنه نعت لشدة طلب النكرة للنعت.
أو للتفاؤل نحو: سعدت بغرة وجهك الأيام
أو لتشوق النفس إلى ذكر المسند إليه بأن يكون في المسند طول يقتضي ذلك نحو:
ثلاثة تشرق الدنيا ببهجتها = شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر
ومنه مثال المتن، وتقدم الكلام عليه.
مخ ۶۷