لكونه أولى به وأجدرا = كقصة الحجاج والقبعثرى أقول: من خلاف مقتضى الظاهر مجاوبة المتكلم بغير ما يترقب وسماها عبد القاهر المغالطة، والسكاكي الأسلوب الحكيم، وذلك بحمل كلامه على خلاف قصده تنبيها على أنه أولى بالقصد من ذلك ما يحكى أن الحجاج توعد شاعرا يقال له القبعثرى بأن قال له: لأحملنك على الأدهم يعني القيد فقال له القبعثرى مثل الأمير يحمل على الأدهم والأشهب، فحمل وعيده على الوعد فقال له الحجاج: إنه حديد، فقال القبعثرى: لأن يكون حديدا خير من يكون بليدا، ومنها إجابة السائل بغير ما سأل عنه تنبيها على أنه اللائق بسؤاله كقوله تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج} سألوا عن الهلال لم [يبدو] دقيقا ثم يتزايد حتى يستوي ثم ينقص حتى يعود كما بدا؟ فأجيبوا ببيان حكمة ذلك، وهي معرفة المواقيت والحلول والآجال ومعالم الحج يعرف بها وقته للتنبيه على أن اللائق السؤال عن الحكمة، قال السعد: لأنهم ليسوا ممن يطلعون بسهولة على دقائق علم الهيئة، قال السيوطي في شرح عقود الجمان: وهذه قلة أدب منه وجهل بمقدار الصحابة رضي الله عنهم، وشنع عليه بكلام يراجعه من أراد الوقوف عليه، وذكر أنه ورد ما يدل على أن المسؤول عنه هو الحكمة في خلق الأهلة لا سبب الزيادة والنقصان، ونص السؤال: يا رسول الله لم خلقت الأهلة؟ فعلى هذا لا تكون المسألة من خلاف مقتضى الظاهر.وقوله سؤل على وزن قفل لغة في السؤال
قال:
والالتفات وهو الانتقال من = بعض الأساليب إلى بعض قمن
مخ ۵۸