فهذا كتاب نفيس اقتبسته من نور كلام العرب الفصحاء في نحو يوم رجاء أن أكتب في حزب أنصار دين الله تعالى وليعرف به أخواننا المريدون لطريق الله - عز وجل مواطن اللحن في كلام الله عز وجل وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليحكوا الكلام على صورة ما جاء من الوحي، إذ غالب الفقراء(19) في زماننا لا يعتنون بإصلاح اللسان ويلحنون كثيرا في القرآن والأحاديث، وشرط الفقير أن يكون عالما بجميع علوم الشريعة وتوابعها كما عليه جماعة سيدي الشيخ أبي الحسن الشاذلي (20) رضي الله تعالى عنه ، وإنما صنعت هذا الكتاب للفقراء ولم أحوجهم إلى القراءة في كتب النحاة ، لأن من سلك على يد أحد من أهل الطريق لا ينبغي له أن يأخذ علما من العلوم إلا على لسان شيخه ، فإن للفقهاء في ذلك مزيد ذوق يدركونه في نفوسهم(21) ولسان حال أهل الطريق يقول : من كان منا فلا يأخذ عن أحد إلا عنا .
وقد رتبت هذا الكتاب على ستة أبواب وخاتمة :
الباب الأول : في بيان الاسم ، ومباحثه .
الباب الثاني : في المرفوعات وأنواعها الاثني (22) عشر .
الباب الثالث : في المنصوبات وأنواعها الخمسة عشر .
الباب الرابع : في المجرورات والمجزومات(23) معا .
الباب الخامس : في بيان التوابع لما قبلها في الإعراب .
الباب السادس : في بيان الأربعة أبواب الخارجة عن الإعراب .
الخاتمة : في بيان زبدة علم النحو ، وأنه كله يدور على ثلاثة أقطاب ، وهي(24) : الفاعلية والمفعولية والإضافة .
فأكرم به من كتاب جمع مع صغر حجمه مجموع ما في المطولات ، وأغنى من طالعه عن جميع المختصرات وسميته : ب(لباب الإعراب المانع من اللحن في السنة والكتاب) جعله الله تعالى خالصا لوجهه الكريم ونفع به المسلمين آمين ولنشرع في أبواب الكتاب ، وأقول : وبالله التوفيق :
الباب الأول : في بيان الاسم ومباحثه :
اعلم يا أخي رحمك الله تعالى أن الاسم هو عبارة عن كل ما صح أن يخبر عنه بخبر(25)، نحو : زيد ، وعمرو ، وفرس وحجر ، ونحو ذلك .
ثم هو معرب ومبني ، فالمعرب ما تغير آخره بتغير العوامل الداخلة عليه ، كقولك: جاء زيد ، ورأيت زيدا ، ومررت بزيد .
مخ ۱۰