2 لا تنه عن خلق وتأتي مثله [عار عليك إذا فعلت عظيم] (178) (فقوله (تأتي) منصوب بأن مقدرة ، أي: وأن تأتي مثله ، وقوله تعالى: } ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم })(179) ، ومنه قوله تعالى : } ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي } (180)وقوله : } يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما } (181) ، وقوله تعالى } لا يقضى عليهم فيموتوا} (182) فهذه وأمثالها كلها منصوبة بإضمار ( أن ) وعلامة صحة الجواب الفاء(183) والله أعلم .
الباب الرابع : في المجرورات والمجزومات معا
أما المجرورات فأنواعها أربعة :
النوع الأول : مجرور بالحروف الجارة
وهي: من ، وإلى ، وعن ، وعلى ، وحتى ، ومذ ، وفي ، ورب ، والباء ، والكاف ، واللام.
فأما (إلى) فأصلها لانتهاء الغاية ، تقول : خرجت من الكوفة إلى البصرة(184) ، وقد تقع بمعنى ( مع) (185) .
وأما ( عن ) فللتعدي والانحطاط ، تقول : رميت عن القوس(186) .
وأما (على ) فللاستعلاء ، تقول : جلس الأمير على السرير ، ووجب المال على زيد، وقد تقع بمعنى (مع) .
وأما (حتى) فلها ثلاث خصال؛ الغاية ، والعطف ، والابتداء ، تقول في الغاية: [أكلت السمكة حتى رأسها بالجر](187) أكلت السمكة حتى رأسها بالفتح ، وأكلت السمكة حتى رأسها بالرفع أي حتى رأسها مأكول فرأسها(188) مرفوع بالابتداء.
وأما (رب) فللتقليل ، نحو : رب رجل لقيته(189) .
وأما (من) فهي لابتداء الغاية ، نحو: خرجت من الدار ، وهي ضد ( إلى )(190).
وقد تقع بمعنى التبعيض كقولك: أخذت من المال أي: بعضه ، والفرق بين (من) و(عن) أن (عن) تدل على الانقطاع . بخلاف (من) ، تقول : رجعت [ عنه إليه ] (191) .
وأما (في ) فأصلها التوعية ، نحو : الدرهم في الكيس . وقد تقع بمعنى ( على ) كقوله تعالى }ولأ صلبنكم في جذوع النخل }(192) ؛ لأن الجذوع بمنزلة القبور(193) .
وأما (مذ) فأصله(194) (منذ) (195) وكلاهما يجر إذا وقعا بمعنى ابتداء الغاية ، كقولك : ما رميت مذ يوم الجمعة ومنذ(196) يوم الجمعة ، أي : من يوم الجمعة .
وأما (الكاف) فهي للتشبيه ، تقول : زيد كعمرو ، أي : مثل عمرو ، وقد تقع زائدة، كقوله تعالى : } ليس كمثله شيء }(197) .
وأما (اللام) فأصلها التمليك والاستحقاق ، تقول : المال لزيد ، والحمد لله ، وقد تقع بمعنى (عند ) كقوله تعالى : } أقم الصلاة لدلوك الشمس }(198) أي عنده .
مخ ۲۲