النوع الثامن : منصوب بالتمييز ولا يكون التمييز إلا بعد كلام مجهول مبهم ، تقول: امتلأ الإناء عسلا ، وتصبب زيد عرقا ، وقال تعالى : } وضاق بهم ذرعا }(137) ، ومنه قولهم : هو أحسن الناس وجها وأ}رفهم أبا ، قال الله تعالى : } أنا أكثر منك مالا ، وأعز نفرا }(138) ، ومنه قولهم: لله دره رجلا ، ودلوي مملوءة عسلا ، وقال تعالى : } ملء الأرض ذهبا } (139)، ومنه قولهم: ما في السماء قدر راحة سحابا ، وعندي قفيزان(140) برا وعندي منوان(141) عسلا ، وعندي(142) ذراعان قزا ، وعندي عشرون درهما ، ومنه ثلاثة عشر رجلا ، قال تعالى :} أحد عشر كوكبا } (143) } وكفى بالله وليا }(144) } وكفى بربك هاديا ونصيرا }(145) .
النوع التاسع : منصوب بالاستثناء ومعنى الاستثناء : إخراج الشيء مما دخل فيه ، تقول : جاء القوم إلا زيدا وقال تعالى: }فشربوا منه إلا قليلا }(146) ، وتقول: ما جاء أحد إلا زيدا ، وكذا الحكم في بقية أدوات الاستثناء ، نحو : سوى ، وسواء ، وخلا ، وعدا ، وحاشا ، وغير(147) ولكن يكون ما بعد هذه الأدوات مجرورا(148) بالإضافة ، تقول : جاءني القوم غير زيد وسوى زيد .. إلى آخره .
ويجوز نصب ما بعد خلا وعدا وحاشا ، ولا يجوز فيما بعد (غير) إلا على التفصيل المذكور فيها .
النوع العاشر : منصوب بالنداء : وحروف النداء خمسة ، هي : يا ، وأيا ، وهيا ، وأي ، والألف(149) ، وقد تحذف الهمزة تخفيفا ، تقول ، يا رجلا خذ بيدي . ويا طالعا جبلا ، ويا عبد الله(150) .
قال تعالى : } يا أهل الكتاب } (151)وإذا كان المنادى مفردا علما أو نكرة مقصودة بني على الضم(152) وجوبا(153) نحو : يا زيد ويا رجل ، ولا تدخل ( يا ) على مافيه الألف واللام ، فلا يقال : يا الرحمن ، ولا يا الرجل .
ويرخم المنادى إذا كان مفردا علما زائدا على ثلاثة أحرف ، نحو قولك في حارث: يا حار ، وفي جعفر ، يا جعف كما قرأ(154) عبد الله بن مسعود(155): } وقالوا يا مال}(156) يريدون (157): يا مالك ، ومنه قولهم (158) في طلحة : يا طلح بفتح الحاء على لغة من ينتظر ، وهي الفصحى وفي فاطمة : يا فاطم(159) وفي منديل يا مند ، وفي مروان يا مرو(160) ، والله أعلم.
مخ ۲۰