لباب په علومو کتاب کې
اللباب في علوم الكتاب
واحتج الأصحاب على صحة قولهم، بالقرآن [الكريم]، والمعقول.
أما القرآن؛ فقوله تبارك وتعالى: { صراط الذين أنعمت عليهم }؛ وذلك لأنه لو كان لله على الكافر نعمة، لكانوا داخلين تحت قوله: { أنعمت عليهم } فيكون طلبا لصراط الكفار، وذلك باطل، فثبت بهذه الآية أنه ليس لله - تعالى - على الكافر نعمة.
فإن قالوا: إن قوله: { الصراط المستقيم } يدفع ذلك.
قلنا: { صراط الذين أنعمت عليهم } بدل من قوله: { الصراط المستقيم }؛ فكان التقدير: " اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم " ، وحينئذ يعود المحذوف المذكور.
وقوله تبارك وتعالى:
ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما
[آل عمران: 178].
وأما المعقول: فهو أن نعم الدنيا الفانية في مقابلة عذاب الآخرة على الدوام، كالقطرة في البحر، ومثل هذا لا يكون نعمة، بدليل أن من جعل السم في الحلوى لم يعد النفع الحاصل منه نعمة؛ لأجل أن ذلك النفع حقير في مقابلة ذلك الضرر الكبير، فكذا ههنا.
وأما الذين قالوا: إن لله على الكافر نعمة، فقد احتجوا بقوله تعالى:
ياأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشا والسمآء بنآء
ناپیژندل شوی مخ