لباب په علومو کتاب کې
اللباب في علوم الكتاب
الفائدة الأولى: أن كل ما يصل إلى الخلق من النفع، ودفع الضرر، فهو من الله تعالى على ما قال تبارك وتعالى:
وما بكم من نعمة فمن الله
[النحل: 53]، ثم إن النعمة على ثلاثة أقسام:
أحدها: نعمة تفرد الله - تعالى - بإيجادها، نحو: أن خلق ورزق.
وثانيها: نعمة وصلت إلينا من جهة غير الله - تعالى - في ظاهر الأمر، وفي الحقيقة فهي - أيضا - إنما وصلت من الله تبارك وتعالى؛ وذلك لأنه - تعالى - هو الخالق لتلك النعمة، والخالق لذلك المنعم، وخالق لداعية الإنعام بتلك النعمة في قلب ذلك المنعم، إلا أنه تبارك وتعالى لما أجرى تلك النعمة على يد ذلك العبد، كان ذلك العبد مشكورا، ولكن المشكور في الحقيقة هو الله - تعالى - ولهذا قال تعالى:
أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير
[لقمان: 14] فبدأ بنفسه، تنبيها على أن إنعام الخلق لا يتم إلا بإنعام الله تعالى.
وثالثها: نعم وصلت من الله إلينا بسبب طاعتنا، وهي أيضا من الله تعالى؛ لأنه لولا أن الله - سبحانه وتعالى - وفقنا للطاعات، وأعاننا عليها، وهدانا إليها، وأزاح الأعذار عنا، وإلا لما وصلنا إلى شيء منها، فظهر بها التقرير أن جميع النعم في الحقيقة من الله تعالى.
الفائدة الثانية: اختلفوا [في أنه] هل لله - تعالى - نعمة على الكافر أم لا؟ فقال بعض أصحابنا: ليس لله - تعالى - على الكافر نعمة.
وقالت المعتزلة: لله - تعالى - على الكافر نعمة دينية، ونعمة دنيوية.
ناپیژندل شوی مخ