101

لباب په علومو کتاب کې

اللباب في علوم الكتاب

ایډیټر

الشيخ عادل أحمد عبد الموجود والشيخ علي محمد معوض

خپرندوی

دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان

د ایډیشن شمېره

الأولى، 1419 هـ -1998م

[وأما فعل الجوارح؛ فهو أن يأتي بأفعال دالة على كون المنعم موصوفا بصفات الكمال والإجلال] .

واعلم أن أهل العلم - رحمهم الله - افترقوا في هذا المقام فرقا كثيرة:

فمنهم من قال: إنه لا يجوز عقلا أن يأمر الله عبيده بان يحمدوه، واحتجوا عليه بوجوه:

الأول: أن ذلك التحميد، إما أن يكون بناء على إنعام وصل إليهم، أو لا بناء عليه، فالأول باطل؛ لأن هذا يقتضي أنه - تعالى - طلب منهم على إنعامه جزاء ومكافأة، وذلك يقدح في كمال الكرم، فإن الكريم إذا أنعم لم يطالب بالمكافأة.

وأما الثاني: فهو إتعاب للغير ابتداء، وذلك يوجب الظلم.

الثاني: قالوا: إن الاشتغال بهذا الحمد متعب للحامد، وغير نافع للمحمود، لأنه كامل لذاته، والكامل [لذاته] يستحيل أن يستكمل بغيره، فثبت أن الاشتغال بهذا التحميد عبث وضرر، فوجب ألا يكون مشروعا.

الثالث: أن معنى الإيجاب: أنه لو لم يفعل لاستحق العذاب، فإيجاب حمد الله تعالى معناه: أنه لو لم تشتغل بهذا الحمد، لعاقبتك، وهذا الحمد لا نفع له في حق الله تبارك وتعالى، فكان معناه أن هذا الفعل لا فائدة فيه لأحد، ولو تركته [لعاقبتك] أبد الآباد، وهذا لا يليق بالحليم الكريم.

والفريق الثاني: قالوا: الاشتغال بحمد الله - تعالى - سوء أدب من وجوه:

الأول: أنه يجري مجرى مقابلة إحسان الله بذلك الشكر القليل.

والثاني: أن الاشتغال بالشكر لا يتأتى مع استحضار تلك النعم في القلب، واشتغال القلب بالنعم يمنعه من الاستغراق في معرفة المنعم.

والثالث: أن الثناء على الله - تعالى - عند وجدان النعمة يدل على أنه إنما أثنى عليه؛ لأجل الفوز بتلك النعم، وهذا الرجل في الحقيقة معبوده، ومطلوبه إنما هو تلك النعم، وحظ النفس، وذلك مقام نازل.

وهذان مردودان بما تقدم وبأن أفعاله وأقواله وأسماءه لا مدخل للعقل فيها، فقد سمى روحه ماكرا بقوله تعالى: {ومكر الله والله خير الماكرين} [آل عمران: 54] ، ومتكبرا وغير ذلك مما تقدم في أسمائه من قوله تعالى: {الله يستهزىء بهم} [البقرة: 15] وغيره.

مخ ۱۷۸