وعَدِّدْ «١» من الرحمن فضلًا ونعمةً ... عليك، إذا ما جاء للخير «٢» طالبُ
وإن امرأً «٣» لا يرتجى الخير عنده ... يكن هيِّنًا ثِقْلًا على من يصاحبُ
فلا تمنعنْ ذا حاجة جاء طالبًا؛ ... فإنك لا تدري متى أنت راغبُ
رأيتُ تصاريف الزمان بأهله «٤» ... وبينهم فيه تكون النوائبُ
ثم قال: يا بني، كن جوادًا بالمال في مواضع الحق، بخيلًا بالأسرار عن جميع الخلق؛ فإن أحمد جود الحر «٥» الإنفاق في وجوه «٦» البر؛ [وإن أحمد بخل الحر]، الضَن بمكتوم السر «٧»، وكن- يا بني- كما قال [قيس بن] الخطيم [الأنصاري]:
أجود بمضنون التلاد وإنني ... بسرك «٨» عمن سالني لضنين
إذا جاوز الاثنين سرٌ، فإنه ... بنَثٍّ «٩» وتكثير الحديث قمينُ
وإن ضيَّع الإخوان «١٠» سرًا فإنني ... كتوم لأسرار العشير «١١» أمينُ «١٢»
وعندي له يومًا إذا ما ائتُمِنتهُ ... مكانٌ بسوداءِ الفؤاد مكينُ
ثم قال: يا بني، وإن غلبت يومًا عن المال فلا تدع الحيلة بكل مكان «١٣»؛ فإن الكريم محتال، واللئيم مغتال «١٤» . وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالًا-:
أقل ما تكون في الباطن مالًا. واعلم أن الكريم من كرمت عند الحاجة
1 / 23